الرئيسية / صحة / أشخاص شربوا دمائهم من أجل العلم!

أشخاص شربوا دمائهم من أجل العلم!

كتبه لموقع “لايف ساينس”: ستيفاني باباس
نُشر بتاريخ: 25/9/2018
ترجمة: رفاه عبد الرزاق
تدقيق: أمير صاحب
تصميم الصورة: مرتضى ضياء

دراسة جديدة أجريت على 16 متطوعاً من أجل تشخيصٍ أفضل لمرض إلتهاب الأمعاء، وقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك، لقد شربوا دمائهم.
تكشف دراسة “مصاص الدماء” عن قيود الطرق الشائعة في تشخيص الاضطرابات مثل “داء الكرون”، وهو أحد أمراض التهاب الأمعاء ويمكن أن يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي. وتتضمن هذه الطريقة البحث عن بروتين مرتبط بشكل ما بالتهاب الأمعاء يسمى (كالبروتيكتين)، ويظهر في براز المريض. كما يمكن أن يكون العلامة الدالة على نزيف الجهاز الهضمي ومن هنا تظهر الصعوبة في التمييز كما أفاد الباحثون في (الصحيفة الاوروبية المتحدة للجهاز الهضمي).
ووفقاً لما قاله الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور “ستيفان فافريكا”، أخصائي الجهاز الهضمي و رئيس مركز أمراض الجهاز الهضمي والكبد في زيورخ- سويسرا، أن وجود البروتين يبقى المؤشر القوي للمرض، كما يعني هذا أن وجود الكالبروتكتين يمكنه بالفعل أن يُشير إلى المرض.
ومع ذلك، يجب على الأطباء أن يكونوا على دراية بأن المستويات العالية من الكالبروتكتين وفي حالات خاصة يمكن أن تكون علامة على النزيف وليس علامة على الإلتهاب، كما يقول فافريكا للايف ساينس.

العناء مع الإلتهاب
يعتبر مرض التهاب الأمعاء، والذي يضم داء الكرون و التهاب القولون التقرحي، صعب التشخيص والعلاج جزئيًا لأن الالتهاب المعوي لا يكون دائمًا بنفس حدّة أعراض المريض. على سبيل المثال، قد يستمر الإسهال عند المريض حتى بعد أن تقل حدة الإلتهاب، وهذا ما كتبه فافريكا و زملاءه في ورقتهم البحثية.
يمكن للمريض إظهار النشاط المناعي المتزايد بسبب حالات اخرى مثل، التهاب المفاصل أو عدوى فايروسية بسيطة ، ولهذا يستخدم المنظار – وهو عبارة عن ادخال انبوبة طويلة نهايتها مُتصلة بكاميرا داخل أمعاء المريض- لقياس نشاط مرض الأمعاء الإلتهابي.
إلا أن الفحص بواسطة المنظار غير مريح ومؤذي للمريض ، لذا يقوم الأطباء غالبًا بفحص عينة من البراز لتقييم المرض وللتحقق من وجود أحد اهم البروتينات و هو كالبروتكتين، الموجود في الخلايا المناعية المتعادلة. وخلال نوبات الإلتهاب، تغمر الخلايا المناعية المتعادلة البطانة المخاطية من الأمعاء.
يقول فافريكا أن المشكلة في أن الخلايا المتعادلة متواجدة في الدم أيضا. لذلك حين يعاني المريض من نزيف في الجهاز الهضمي العلوي- أحد الأعراض الشائعة في مرض التهاب الأمعاء – تظهر الخلايا المتعادلة والكالبروتكتين في عينات البراز. وهذا يُربك مسألة ما إذا كان الشخص يمر بإلتهاب متفاقم. ( الجهاز الهضمي العلوي يُشير إلى المرىء، المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة/ وفقاً لمايو كلينيك).
يقول “فافريكا”: “قبل أن نقوم بالدراسة، لم نكن متأكدين من كمية الدم التي يجب أن تصل إلى الأمعاء، قبل أن يكون لدينا معدل ايجابي من الكالبروتكتين”.

شرب الدم في سبيل العلم
لمعرفة ذلك، طلب فافريكا وزملاءه من 16 متطوعًا أصحاء معظمهم من طلبة الطب من مستشفى “تريملي” في زيوريخ، شرب دمائهم إما بجرعة 3 اونصة (100 مللتر) أو 10 اونصة ( 300 مللتر). وبعد شهر واحد، عاد الأشخاص الذين شربوا جرعة 3 اونصة ، ليشربوا جرعة 10 اونصة، والعكس بالعكس.
معظم المتطوعين كانوا من النساء حيث بلغ عدد النساء 12 و اربعة رجال، إذ انهم شربوا الدماء ببساطة رغم عدد قليل منهم اختار الشرب عبر انبوب أنفي – معدي لتوصيل الدم مباشرة إلى المعدة. وشكى نصف المتطوعين من أعراض اضطراب المعدة مثل الغثيان، حيث أن الثلث الأخر عانى من اسهال أو إمساك بعد الشرب.
وقد لاحظ جميع المشاركين أن برازهم أصبح قاتم على غير العادة وهذا بعد شربهم الدماء، حيث يُعد هذا احد الاعراض الجانبية المعروفة لوجود الدم في الجهاز الهضمي. وقد أعطى المشاركون عينات من البراز قبل يومين من شرب الدماء وكانت كل يوم على مدار سبعة ايام وبعد ذلك مرة واحدة بعد 14 يومًا من شرب الدم.
وجد الباحثون بعد شرب الدماء، وجود معدلات عالية من الكالبروتكتين في البراز. وبعد أخذ جرعة 3 اونصة من الدم ، أظهرت 46% من عينات البراز، صعود مستوى الكالبروتكيتين فوق 50 ميكروغرام/ غرام، بمعنى أن نصف العينات أظهرت مستويات نوعًا ما عالية من البروتين. وبعد شرب 10 اونصة من الدم، 63% من العينات أظهرت ارتفاع ايضًا .
لم يرى الباحثون مستويات عالية من كالبروتكتين تصل الى 200 ميكروغرام/غرام وهذا المستوى لابد أن يكون في المرحلة الحادة او المتفاقمة من مرض إلتهاب الأمعاء.
يقول “فافريكا”: “يجب على الأطباء إعادة النظر بمعدلات كالبروتكتين إذ أن المستويات العالية جدًا تُنبه بوجود مرض الإلتهاب المعوي”. وقبل إجراء التشخيص لمرض الإلتهاب المعدي يجب الأخذ بعين الإعتبار العوامل الأخرى حينما تكون مستويات الكالبروتكتين منخفضة.
يضيف “فافريكا”: “غالبًا ما تظهر المستويات العالية من الكالبروتكتين بسبب وجود نزيف في الجهاز الهضمي إما بسبب إرتفاع ضغط الدم أو بسبب التناول المفرط للأدوية المسكنة للألم، مثل الأسبرين”.
وعلى الناحية الأخرى، قد يُعاني مريض ما من أوجاع معدية كثيرة أو لديه تاريخ عائلي بمرض إلتهاب الأمعاء، سيكون بالتأكيد لديه معدل عالي من كالبروتكتين أذا كان في مرحلة متفاقمة من الإلتهاب.

المقال باللغة الإنجليزية: هنا

عن Ahmed Alwaeli

Designer, Translator..

شاهد أيضاً

ماذا تعرف عن سرطان القولون

السرطان الذي قتل تشادويك بوسمان هو السبب الثاني لوفيات السرطان في الولايات المتحدة، والمعدلات اخذة …

كيف تعمل اللقاحات وما سبب احتمالية فشل لقاح كورونا؟

بـقــلـــم: تشوانغ بينغوي  كتبتـه لـ: صحيفة جنوب الصين الصباحية نُـشر بتأريخ: 11آب/أغسطس 2020 ترجـمـة: ورود …