الرئيسية / موسيقى / المخدرات الرقمية: بين الحقيقة العلمية والأوهام

المخدرات الرقمية: بين الحقيقة العلمية والأوهام

ما هي المخدرات الرقمية؟

هي مقطوعات صوتية تُسبب وهم سمعي، اسمها الحقيقي هو الضربات الثنائية في الأذنين (Binaural Beats) تم إكتشاف تأثيرها في عام 1839م من قبل هينريك ويليام دوف (Heinrich Wilhelm Dove) وحازت هذه الظاهرة على اهتمام الرأي العام في أواخر القرن العشرين. يدّعي مجتمع الطب البديل بأن الضربات الثنائية يمكنها أن تساعد في الحث على الاسترخاء والتأمل والإبداع ومحاكاة حالات ذهنية أخرى مرغوبة.

[مقطع صغير]

كيف تعمل الضربات الثنائية وما هو تأثيرها؟

مفهوم الضربات الثنائية يعتمد على أن يقوم المتلقي بالإستماع عبر سماعة الأذن لنغمتين بترددين مختلفين، فمثلاً تكون النغمة الأولى ذات تردد 300 هرتز يستمع أليها المتلقي من الأذن الأولى وتكون هناك نغمة بتردد 310 هرتز يستمع لها المتلقي من الأذن الثانية. في هذه الحالة سوف يقوم الدماغ بتكوين نغمة ثالثة غير موجودة تكون عبارة عن الفرق بين تردد النغمتين الأولى والثانية والذي هو 10 هرتز.

عند تقديم نغمتين بترددين مختلفين يكون الإختلاف بينهما طفيفاً لكل أذن من أذان المستمع وبإستخدام سماعات ستيريو، سوف يقوم الدماغ بالتعاطي مع هذين النغمتين بتكوين نغمة ثالثة ناتجة من فرق التردد بين النغمتين الأصليتين وبالتالي سوف تكون هذه النغمة الجديدة عبارة عن نغمة نابضة تبدو وكأنها قادمة من خارج الدماغ وليست من تكوين الدماغ نفسه.

Acoustics_BinauralBeats

حقائق إضافية:

  • يجب أن تكون ترددات النغمتين أقل من 1000 هرتز لكي يتم الإستماع للضربات بشكل واضح وملحوظ.

  • يجب أن يكون الفرق بين الترددين صغير (أقل أو يساوي 30 هرتز) حتى يحدث تأثير الضربات الثنائية وخلاف ذلك سوف يتم الإستماع للنغمتين كل واحدة على حدا.

إدعاءات غير متحقق منها

هنالك عدد من الإدعاءات المتعلقة بالضربات الثنائية ومن ضمن هذه الإدعاءات أن الضربات الثنائية ربما تكون قادرة على محاكاة تأثير المخدرات ومساعدة الناس على الحفظ والتعلم والتوقف عن التدخين والمساعدة في إتباع نظام غذائي ومعالجة ضعف الإنتصاب وتحسين الاداء الرياضي.

وفي دراسة تجريبية غير متحكم فيها أُجريت على ثمانية أفراد، أشارت الدراسة إلى أن الضربات الثنائية ربما تمتلك تأثير الإسترخاء، وفي غياب الأدلة الإيجابية لباقي التأثيرات يُمكن أن تنسب الآثار المزعومة إلى قوة الإيحاء أو الغُفْل (Placebo).

و في دراسة عمياء أُجريت في جامعة لورنتيان في اونتاريو، كندا، شارك فيها أيضاً ثمانية أفراد وكان موضوع الدراسة هو معرفة تأثيرات الضربات الثنائية على التأمل وكانت النتيجة تشير إلى أن ترددات 7 هرتز تفيد في تحسين التركيز التأملي في حين وجد أن تردد 15 هرتز مُضر بالتأمل.

و في دراسة أخرى أُجريت في كلية جولدسميثز- جامعة لندن، وجد أن ليس هناك تأثير رئيسي في إستخدام الضربات الثنائية بهدف تخفيف آلام البرد، أما الموسيقيين فقد أثبتوا بأن لديهم قدرة أكبر في التعامل مع الألم، مما يشير إلى أن الصوت نفسه قد يكون عامل تشتيت بدلاً من أن يكون ذا تأثير على الموجات الدماغية.

آثار افتراضية على وظائف المخ

تؤثر الضربات الثنائية على وظائف الدماغ بطرق معينة بجانب تلك المتعلقة بالسمع، و تدعى هذه الظاهرة بـ «تردد يتبعه رد»، المفهوم ببساطة هو إذا تلقى شخص ما محفّز مع تردد يقع في نطاق موجات الدماغ فأن تردد موجة الدماغ السائدة كما يقال سوف يتجه بإتجاه تردد المحفّز (من خلال عملية تدعى بالترفيه) ووفقاً لظاهرة تردد يتبعه رد فأن من الممكن أن يتم تنشيط مواقع عديدة في الدماغ.

لا يتوجب على المحفّز أن يكون سمعي فقط؛ وأنما يمكنه أن يكون مزيج بين السمعي والبصري.

حاسة السمع عند الإنسان محدودة في إدراك نطاق من الترددات يمتد من 20 هرتز الى 20،000 الف هرتز ولكن ترددات الموجات الدماغية عند الإنسان تكون تحت حوالي 40 هرتز، وعندما يتوافق تردد الضربة مع مجال دلتا، ثيتا، آلفا، بيتا، أو غاما من ترددات الموجات الدماغية فسوف نجد أن الموجات الدماغية تذهب بإتجاه تردد الضربة. فعلى سبيل المثال، لو تم تشغيل موجة بتردد 315 هرتز في الأذن اليمنى وموجة بتردد 325 هرتز في الأذن اليسرى، سوف يُجر الدماغ بإتجاه التردد 10 هرتز وهو الفرق بين الموجتين وهذا التردد يقع في مجال آلفا وهذا المجال مرتبط مع الاسترخاء مما سوف يحدث تأثير استرخائي أما إذا كان في مجال بيتا فسوف يسبب المزيد من اليقظة، وفي تجربة أجريت على مجموعة من المشتركين لكي يتم معرفة تأثير التحفيز بالصوت الثنائي في كلا الأذنين عن طريق استخدام ترددات الضربات التي تقع في مجال بيتا على قسم من المشتركين واستخدام ترددات تقع في مجال دلتا-ثيتا على القسم الاخر منهم، حيث أظهرت النتائج أن التحفيز الصوتي بترددات تقع في مجال بيتا يمكن أن تحسن من المزاج ومن اداء اليقظة و الحذر.

المصدر: هنا و هنا و هنا

عن

شاهد أيضاً

تأريخ النجم الخماسي و أصوله في موسيقى الميتال

إنه رمزٌ قديمٌ متجذّرٌ في العديد من التقاليد الروحانية، الشعائريّة و الفلسفية. أما اليوم، فإنه …

محبي الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الميتل: هل الطيور على اشكالها تقع؟!

هل لديك صديق يستمع لبيتهوفن وفيفالدي وتجده تارة آخرى يستمع الى أوبيث وأوزي اوزبورن ويستمتع …