الرئيسية / ثقافة / الفيلية

الفيلية

——————-
ترجمة: عمر مریوانی
تدقيق: ريام عيسى
——————

الكرد الفيلية جزء أساسي من الاكراد ويتكلمون باللهجة اللاكية من اللغة الكردية. ترجع أصول الفيلية لمهاجرين هندوربيين من الألفية الأولى قبل الميلاد. وهم موزعون  دينياً بشكل متساوي بين الشيعة واليزدانية (طائفة اهل الحق). وقد بدأ تحولهم الى التشيع أثناء الحقبة الصفوية في إيران (1507-1721).

هناك الكثير من التقاليد والقصص التي تتعلق بالاسم (فيلي), واردة في كتاب معجم البلدان, للجغرافي ياقوت الحموي في القرن الثالث عشر والذي يقول أن الاسم فيلي يعود للجبال التي تفصل ايران عن العراق والتي تمتاز بضخامة كضخامة الافيال! ويقال ايضاً أن الاسم يعود لاحد حكام تلك المنطقة والذي اُعطي لاحقاً لمن يحكمهم. وبعض هذه الروايات نوقشت في كتاب خسرو كوران (Kurdistan Through Eyes) ستوكهولم 1992.

إن الحقيقة التاريخية للاسم (فيلي) ليست واضحة تماماً. ففي ملاحظات م.ر. ايزادي في كتابه (The Kurds: A Concise Handbook, London, 1992) , أن المنطقة المسكونة من الاكراد البهلية او الفيلية تعرف بـ پهله وتعني (Parthia) منذ القرن الثالث بعد الميلاد. وهي المنطقة التي تفتخر بكونها إحدى أهم مناطق إستيطان الفرثيين خارج منطقتهم (في خراسان). الاسم پهله كان مستخدماً من قبل الجغرافیین المسلمین حتی القرن الثالث عشر. وتدريجياً استبدل بالاسم (لرستان). سُجل الإسم في النصوص العربية فهله او بهله‌, لانعدام الحرف (P) لدى العرب. وفهلة تحولت مع الوقت الى فيلة وفيلي – الاسم الحديث للاكراد البهلية. وفي الحقيقة, ما زال هناك مدينة صغيرة تسمى بهله في جنوب المدينة الرئيسية في عيلام بجنوب كردستان التي تقع في قلب المنطقة التجراية التي يقطنها البهلية.

أغنية تراثية بهلجة الكرد الفيلية

الاستيطان الجغرافي

سكن الكرد البهليه منذ العصور القديمة جبال زاكروس في جنوب كردستان وسكنوا في طرفي الجبل كبير كوه (الجبل الكبير), مشكلين حدود ايران والعراق. مناطق جنوب كردستان المسكونة بالبهلية هي كالاتي: خانقين, قصر شيرين, كرمانشاه, شهربان (تعرف بالمقدادية ايضاً), كيريند, هارون اباد (الاسم الاقدم لشاهاباد وحاليا اسلام اباد), سابولي زهاب, عيلام, كيلان, صالح اباد, موسيان, بدره, دهلوران, انديميشك, مندلي, زرباطية, جصان, الكوت, العزيزية بالاضافة الى عدد من المدن الصغيرة في مناطق شيخ سعد, علي الشرقي, علي الغربي والكوفة.

إنتقل العديد من البهلية_الفيلية في عقود القرن العشرين لبغداد, فظهرت مناطق مثل (حي الاكراد), (منطقة الاكراد), (شارع الاكراد) في بغداد والعديد منهم كانوا يعملون كحمالين في المدينة.

الاعمال الرئيسية لهؤلاء الاشخاص في المناطق الحدودية هي رعاية الخراف. وزراعة الدقيق, والقمح, والخضروات والفواكه. وهناك ايضا موارد رئيسية للمعادن في تلك المنطقة مثل البترول (نفط خانه, نفط شهر, دهلوران) والغاز الطبيعي (تنگه بژار).

في المناطق الشمالية, يستفيد البهليين من مياه نهر حلوان (او الوند, او الوان) النهر الذي ينبع من هارون اباد وكيلان, تجاه خانقين, قبل ان يصب في نهر ديالى الذي يصب في دجلة, وهناك الكثير من القنوات التي تزدهر في الربيع وتساعد في الري والاستخدام المنزلي. المناخ متنوع, من شديد الجفاف في المناطق المنخفضة الى رطب في المناطق المرتفعة. والجبال غالبا ما تكون مغطاة بالثلج الذي يذوب في الصيف ليروي الاراضي التي تقع تحته.

العديد من البهلية يغيرون اماكن رعيهم في الصيف الى مناطق اكثر خضرة, متجهين نحو الاراضي المنخفضة في فصل الشتاء الى قراهم ثانية. وفي المدن والبلدات, هناك الكثير من العمل في التجارة وتبادل البضائع ومهن متمدنة اخرى.

في كتاب (Ameroir of Baghdad (Cyprus, El Rais Publishing House, 1993)) يصف موسى الشاهبندر حياة الكرد البهلية.

ويقدر عدد الفيلية بنصف مليون في العراق ومليون في ايران.

رابط

 

نساء-فيلية
نساء فيلية بأيديهن مغازل – في لرستان بإيران

ما ورد عن الكرد الفيلية في الموسوعة الايرانية – ايرانيكا:

مجموعة من قبائل اللر التي تقطن لرستان. خلال القرنين الاخريين التي حكمت فيها لرستان من قبل ولاة (منحدرين من حسن خان السولفيزي والمعين من الشاه عباس الصفوي في 1597-1598). حيث تدعى كل القبائل القاطنة بتلك المنطقة بالفيلية, ولكن, في بداية القرن التاسع عشر تغير الوضع. حيث ان الابن الاكبر لفتح علي شاه قاجار (1797-1834) محمد علي ميرزا والحاكم الاكبر لخراسان قام باحتلال بيشكوه (في الجزء الشرقي من لرستان), تاركا لواليها حكم بشتكوه فقط (في الجزء الغربي).  ولأن الاسم (فيلي) يرتبط بفترة حكم السلوفيزية, فهو جاء للاشارة الى القبائل القاطنة في بشتكوه.

هناك القليل من المعلومات عن فيلية بشتكوه. القبيلتين الرئيسيتين في ذلك الاقليم هما كورد وماهاكي وهناك تفرعات منهما.

في القرن التاسع عشر قدر  رولينسون تعداد الفيلية في بشتكوه بـ 12 الف عائلة, وقدرهم لايارد بـ 10 الاف عائلة, اما جورج كورزون فقدرهم بـ 210 الف شخص, ورابينو بـ 10 الاف عائلة. وابعد تقدير لهم كان من هنري فيلد 50 الف – 60 الف فرد ومسعود كيهان قدرهم بـ 40 الف.

 بعض فيلية لرستان دعموا كريم خان زند ورافقوه الى فارس, ويمكن ايجاد ذريتهم هناك حتى الان. وفي عام 1849 كانوا يقدرون بـ 100 عائلة. ومع الوقت انضم هؤلاء الفيليون الى قبيل عماله من القاشقاي؛ وقد ذكرهم حسن فاسائي في كتابه (فارس نامه). منذ ذلك الحين بعض الفيليون من قبيلة العمالة استقروا في فيروز اباد. وفي عام 1965 قدر عددهم بـ 50 شخصا. آخرون من الفيلية استقروا في شيراز حيث قطنوا في محلة الفيلية (محله فيلي) وقد ذكرهم مسعود كيهان, وقدر عددهم بـ 150 عائلة, وقدروا في عام 1956 بـ 800-1000 فرد.

رابط

إبادة وتهجير الفيلية

تعرض الفيلية في العراق الى حملات اعدام وتهجير جماعية حيث تم تهجير اكثر من 186 الف من عام 1980 الى عام 1984 اكثرها في عام 1981 و 1984 (بيانات تهجير ذوي التبعية الفارسية) وصودرت اموالهم وعقاراتهم وكل ما يملكون والقوا على الحدود الايرانية بلا حول ولا قوة, اما من بقوا في العراق فقد اضطروا في الغالب الى تغيير اسماء قبائلهم والاندماج في قبائل عربية مع الحذر الشديد من التكلم بلغتهم وعدم تعليمها للاطفال.

مخطط-بياني-تهجير-الكرد-الفيلية
مخطط توضيحي مبني على اساس بيانات التهجير في الثمانينات يوضح نسبة اعداد الكرد الفيلية المهجرين موزعة على السنوات

عن

شاهد أيضاً

كيف تركز على شيء واحد فقط

نشر في: موقع فوكس تأليف: ريبيكا جينينغس بتاريخ: 4 سبتمبر 2019 ترجمة: مازن سفان تدقيق …

هل تجعلنا قراءة قصص الخيال أشخاصاً أفضل؟

تقديم: كلوديا هاموند ترجمة: ياسين إدوحموش تصميم الصورة: امير محمد كل يوم يُباع أكثر من …