الرئيسية / أجتماع / ما يحتاج الأطفال تعلمه تحت هيمنة الذكاء الاصطناعي

ما يحتاج الأطفال تعلمه تحت هيمنة الذكاء الاصطناعي

كتبه لموقع “سايكولوجي توداي”: كامي روسو
نشر بتاريخ: 23/10/2018
ترجمة: ايلاف حسين
تصميم: أسماء عبد محمد

إذا لم يكن طفلك طالباً مستقلاً اليوم، فلا تقلق، إليك وجهة النظر هذه:
في المستقبل سيقوم الذكاء الاصطناعي بإتمام العديد من المهام معطلاً بذلك حركة الصناعة، وسيتفوق على الإنسان في العديد من المجالات.
في عهد الأجيال السابقة كانت الشهادات الجامعية ودرجات الدراسات العليا طريقاً للحصول على وظائف ذات دخل أعلى من متوسط الدخل المحتمل.
سيؤثر الذكاء الإصطناعي على وظائف ذوي الياقات البيضاء وذوي الياقات الزرقاء على السواء.
وفي الوقت الحالي بدأ الذكاء الاصطناعي فعلياً في تحقيق تقدم في مجالات الطب، القانون، التسويق، خدمة العملاء، إدارة الحسابات، الخدمات المالية، المشاريع التجارية، المواصلات، النشر، وغيرها.
ويبقى السؤال ماذا ستفعل تجاه مستقبل يَتَسِم بالغموض؟
فيما يلي بعض النصائح التى سيحتاج طفلك تعلمها في المستقبل في ظل هيمنة الذكاء الإصطناعي.
· تشجيع الحرية في اللعب، المبادرة، والابداع.
‌الإستفادة : تطوير مهارات التفكير النقدي، حل المشكلات، والابداع التطبيقي.
في أي عمر كان طفلك سيكون له العديد من الإهتمامات، وبما أن الذكاء الاصطناعي سينفي الحاجة إلى بعض الوظائف، لذا فالأمن الوظيفي سيعتمد على قدرة طفلك على التكيف وأن يكون مرناً، خلاقاً، وحاذقاً.
‌قم بتطَور مهارات تنظيم المشاريع وحل المشاكل لدى طفلك من خلال اطلاق نشاط تجاري يمكن أن يكون الأمر بسيطاً كموقف لعصير الليمون في الحي، أو طَموحاً كإيجاد حل لواحدة من أعظم التحديات الإنسانية.
على سبيل المثال، كان “بويان سلات” مراهقاً عندما تصور فكرة ترسيخ حاجز عائم ضخم على شكل قوس يمتد إلى قاع البحر للمساعدة في تنظيف التلوث البلاستيكي في المحيط. ‌وذكرت صحيفة “The Economist” في سبتمر 2018 أن فكرة “Slat” أصبحت حقيقة واقعة عندما كان عمره 25 عاماً، وبتمويل قدره 23 مليون دولاراً، وأُطلق “System001” وكان أول أسطولاً لتنظيف المحيط الهادئ.
قُم بتشجيع التفكير خارج الصندوق، وإستخدم الصناديق لغرض الأعمال الفنية اليدوية، صدقاً، بدلا من التخلص من صناديق الورق المقوى وصناديق التعبئة والمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، أعد استخدامها للأعمال اليدوية كصنع ألواح اللعب والدمى.
علم أطفالك الإبداع بدلاً من مذاكرة المعلومات العامة والأرقام، استخدم اسلوب سقراط عندما تتحدث إلى طفلك، وأجب عن سؤاله بسوال آخر لتحفيز التفكير النقدي ولتطوير أفكاره.
· المشاركة في الإنشطة الرياضية.
‌الإستفادة : تطوير مهارات العمل الجماعي، الإنضباط، التركيز، ضبط النفس، والشعور بالإنتماء للمجتمع.
‌بحسب دراسة إستقصائية نُشرت في طب الاطفال، فإن النشاط البدني يُحسن الأداء المعرفي والوظيفي للأطفال، ‌وأن المشاركة في الإنشطة الرياضية تَسهُم في تعلم قيمة العمل الجماعي، الانضباط، المرونة، والإجتهاد في العمل.
‌إضافة الى تعلم التعايش بفاعلية مع الآخرين، والعمل كفريق واحد، وتعلم أحترام قرارات الحَكَم، والنقد البَناء من المُدربين.
وتُعزز الصحة البدنية السلامة العقلية والوجدانية لطفلك، وتؤدي مُمارسة الرياضة الى إرساء أساس متين لطفلك للحفاظ على نَمَطِ حياة نشط عند وصوله لمرحلة البلوغ.
ويمكن القول أن الرياضة هي منفذ صحي لمواجهة الإجهاد الذهني والقلق الذي ينشأ من عدم الأمن الوظيفي الذي سيتسبب به الذكاء الإصطناعي.
· ألعاب الطاولة
‌الإستفادة : تطوير مهارات الذكاء الإجتماعي والعاطفي، الروح الرياضية، والتفكير الإستراتيجي.
إن إمتلاك المهارات الإجتماعية والتواصلية سيبني عقلاً نقدياً لطفلك مُستَقبَلاً.
وسيكون للأشخاص الذين لديهم ميزات تبادل الاراء والعلاقات الشخصية والمهارات التواصلية فرصة أكبر للحصول على مزيدٍ من الفرص، لذا شجع اطفالك دائماً على تعلم ألعاب الطاولة، تُساعد هذه النوعية من الألعاب على تنمية مهارات التواصل، الروح الرياضية، الاستقامة، الذكاء الإجتماعي، وسيتعلم الأطفال أيضاً المنافسة، تبادل الأدوار، التلاعب بالقوانين، والتحكم في عواطفهم في الربح والخسارة.
ومن المزايا الإضافية لممارسة هذه الألعاب هو التطور الذهني والعقلي على سبيل المثال تساعد لعبة الشطرنج على تطوير التفكير الاستراتيجي، والتعرف على مبدأ السبب والنتيجة، ومهارات التخطيط طويلة الأمد.
· التقليل من إستخدام الإلكترونيات والتشجيع على القراءة بدلاً من ذلك.
الإستفادة : تطوير عملية التعلم مدى الحياة، الفضول والإستكشاف ذاتياً
وهنا نطرح تساؤلاً كم عدد المرات التي شُوهدَ فيها الآباء في المطاعم والمطارات والأماكن العامة يستخدمون التكنولوجيا كجليسة للأطفال، حيث يتم لصق الأطفال أمام الشاشات المتوهجة للمحافظة على الهدوء ؟ مِنَ المراهقين والبالغين الذين تَعرفهم كم عدد المدمنين منهم على الهواتف الذكية، التلفزيون، وسائل التواصل الاجتماعي، وألعاب الفيديو؟
حاول نقل طفلك من نمط حياة خامل إلى نمط تفاعلي. بدلاً من الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، أطلب من طفلك احضار كتاب ورقي إلى أي مكان تذهبون إليه.
وشجع طفلك على القراءة كلما كان لديه الوقت لذلك، واشترك معه في اختيار المواضيع. الهب إحساسه بالتعجب والتساؤل.
إن هذا المفهوم يستند على أن يسعى الطفل إلى تحضير عقله بشكلٍ إستباقي لما سيحدث .
قلل من إستخدام الإلكترونيات، وقم بزيادة الكتب المطبوعة.

المقال باللغة الإنجليزية: هنا

عن

شاهد أيضاً

القضاء على الفقر المدقع في شرق اسيا ومنطقة المحيط الهادي 

ترجمة: سهاد حسن عبد الجليل تدقيق: ريام عيسى  تصميم الصورة: أسماء عبد محمد   في …

عملية هدم الحضارة

ادريان ولدرج يرثي انهيار منظومة العادات والاعراف    بقلم : ادريان ولدرج ترجمة: سهاد حسن …