الرئيسية / سياسة / القدس يجب أن تكون مدينة دولية

القدس يجب أن تكون مدينة دولية

ترجمة: امنة الصوفي
تدقيق: مصطفى شهباز
تصميم: حسام زيدان
كتبه: بول راتنر في 11 ديسمبر 2017

إن اعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية فى اسرائيل الى القدس والاعتراف بها كعاصمة البلاد قد لقي الكثير من الغضب والشغب فى الشرق الاوسط. اذ يخشى الكثيرون فى المجتمع الدولي من أن تؤدى هذه الخطوة الى تراجع عملية السلام المتزعزعة أصلا بين الاسرائيليين والفلسطينيين. حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لبلادهم، مما يجعلها قضية شائكة ضمن الأطار الديني.
يتعارض قرار ترامب مع تقليد حافظ عليه رؤساء الولايات المتحدة في السنوات ال 22 الماضية. اذ جرى التوقيع كل ستة اشهر على وثيقة تنازل عن تشريع نقل السفارة الى القدس لعام 1995 الذي كان ينص على نقل السفارة من تل أبيب، والاعتراف بالقدس كعاصمة حقيقية لاسرائيل.
تاريخيا، عندما أقرت الأمم المتحدة تقسيم الانتداب البريطاني في فلسطين عام 1948، كان من المفترض أن تُقام دولتان – إسرائيلية ودولة عربية فلسطينية. وكان من المفترض أن تصبح مدينة القدس، وهي مدينة عمرها 5000 سنة، محور لثلاثة من الأديان الرئيسية في العالم، وأن تصبح مدينة دولية. ويستمر هذا الوضع حتى يمكن التفاوض على وضع المدينة بشكل صحيح بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقد حدد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947 هذه الرؤية للقدس. وكان من المقرر أن يديرها مجلس الوصاية التابع للأمم المتحدة الذي يُعين حاكم المدينة ويضع قانون تشريعي لمدة 10 سنوات. وتُنتخب الهيئة التشريعية بالاقتراع العمومي للبالغين (هو مصطلح يشير إلى توسيع دائرة حق التصويت لتشمل جميع المواطنين البالغين، أو حتى قد تشير إلى توسيع دائرة المصوتين ليشمل صغار السن وغير المواطنين من مقيمي الدولة) والذي سيخلق مزيج من التمثيل السياسي. وسيقوم مجلس الوصاية بمراجعة هذا الترتيب في غضون عشر سنوات، يليه استفتاء للمواطنين لتقرير مستقبل المدينة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحمل إعلانا موقعا بعد أن أدلى ببيان عن القدس من غرفة الاستقبال الدبلوماسي في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة يوم 6 ديسمبر 2017.

وأشار نص القرار إلى وضع قضية “فلسطين” ضمن اطار يمكن ان يكون مناسب حتى اليوم، مُدينا أي محاولة لزعزعة الاستقرار هناك “يحتمل أن يضعف الرفاه العام والعلاقات الودية بين الأمم”.
لماذا تحتاج المدينة إلى وضع خاص؟
هكذا يفسر قرار الجمعية العمومية هذا الأمر:
“للحماية والحفاظ على الشؤون الروحية والدينية الفريدة الموجودة في مدينة الأديان التوحيدية الثلاث الكبرى في جميع أنحاء العالم، المسيحية واليهودية والاسلام. وتحقيقا لهذه الغاية لضمان سيادة النظام والسلام، ولا سيما السلام الديني، في القدس”.
وهدف آخر هو تعزيز “التعاون بين جميع سكان المدينة من أجل مصالحهم الخاصة، فضلا عن تشجيع ودعم التنمية السلمية للعلاقات المتبادلة بين الشعبين الفلسطينيين في جميع أنحاء الأرض المقدسة؛ تعزيز الأمن والرفاهية وأي تدابير بناءة مفيدة للسكان، مع مراعاة الظروف والعادات الخاصة لمختلف الطوائف والثقافات”.


اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في بوابة دمشق في البلدة القديمة بالقدس في 8 ديسمبر / كانون الأول 2017. اشتبك الفلسطينيون مع قوات الأمن الإسرائيلية بعد دعوات إلى “يوم الغضب” الذي ترافق مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القدس عاصمة إسرائيل باعثا بذلك مشاعر غاضبة في اليوم التالي. (الصورة: توماس سوكس / أف / جيتي إيماجيس)

لكن الحرب التي اندلعت عند تأسيس إسرائيل منعت هذا التحول من الحدوث، مع انقسام القدس بين إسرائيل في الجزء الغربي والأردن في القطاع الشرقي. استولت إسرائيل على القدس الشرقية نتيجة لحرب الأيام الستة في عام 1967 وأعلنت القدس عاصمتها في عام 1980. ولم يعترف المجتمع الدولي بقرار اسرائيل، وما زال يبحث عن حل نهائي للمدينة كجزء من تسوية سلمية. وقد أعيد تأكيد هذا الموقف فى الاجتماع الثامن لمجلس الأمن الدولي.
فهل يمكن اعتبار القدس مدينة دولية اليوم، في المناخ السياسي الحالي؟

المقال باللغة الإنجليزية: هنا

عن

شاهد أيضاً

الجواز الأمريكي لا فائدة منه

يمكنني التنقل حيث شئت بجواز سفري الألماني. ولكن عدد الدول التي تسمح للأمريكيين بالدخول تكاد …

حصرياً: من داخل مخيمات تدريب تابعة لحزب الله لنشر الأخبار الزائفة  

  بقلم: ويل كريسب وسداد الصالحي  بتاريخ: ٢/آب / ٢٠٢٠ ترجمة: رحاب الهلالي تدقيق: ريام …