الرئيسية / علوم / نهاية العالم وكوكب نيبيرو “Nibiru”.. خرافة أم خرافة؟!

نهاية العالم وكوكب نيبيرو “Nibiru”.. خرافة أم خرافة؟!

نهاية العالم وكوكب نيبيرو “Nibiru”.. خرافة أم خرافة
 حقيقة إنتهاء الحياة على كوكبنا في غضون أسابيع قليلة؟

إعداد: عمر أكرم المهدي
تصميم الصورة: أحمد الوائلي

 

عجّت الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي – بل وحتى بعض القنوات التلفزيونية – بخبر مفاده (إنتهاء الحياة على كوكبنا في غضون أسابيع قليلة) وأن الحياة سوف تنتهي خلال الأيام أو الأسابيع القادمة!
وبمجرّد نشر التقارير التي تتحدّث عن هذا الموضوع تسببت في في جدل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي بـالإضافة إلى مواقع الأخبار التي قامت بنقل تلك التقارير، من دون التحري عن مدى صحتها! مما حذا ببعض الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي في العالم إلى إطلاق هاشتاغ (#نهاية_العالم) للحديث عن تلك الأنباء التي تشير إلى إقتراب نهاية العالم بسبب إحتمال إصطدام كوكب ما بـالأرض، حيث تم تسجيل ظهور هذا الهاشتاغ في عشرات الآلاف من التغريدات والمنشورات خلال الساعات القليلة الماضية. ومما ساهم في إنتشار هذا الهاشتاغ هو ظاهرة خسوف القمر التي حدثت قبل يوم تقريبًا من ظهور هذا الخبر.
 
 

قصة الإشاعة وتفاصيل ظهورها

 
تنبّأ باحث إسمه ديفيد ميد “David Meade” بـأن كوكبًا مجهولًا سـيصطدم بالأرض في أكتوبر المقبل، ليحل الدمار، زاعمًا أن هذا الخطر معروف لدى علماء الفلك، لكنهم يخفونه عن عامة الناس تفاديًا لإصابتهم بـالفزع، بينما تمضى النخب العلمية في بناء خنادقهم لـتحميهم من آثار الإصطدام القادم – حسب زعمه –
ووفقًا لنظريّته الغريبة، فـإن كسوف الشمس هذا الشهر سـيشير إلى أن هذا الكوكب، الذي لم يلاحظه العلماء من قبل، على وشك أن يصطدم مع منطقتنا. وأضاف ميد أن الكسوف الشمسي السابق كان بمثابة إنذار فقط، وأضاف أن (نيبيرو) سـيبرز في السماء عقب الكسوف المقبل، وسـيصطدم بـالأرض في سبتمبر المقبل.
الباحث ديفيد ميد، هو مؤلّف كتاب «الكوكب المجهول.. الوصول 2017»، قال: ’’إن نجمًا مظلمًا يقل حجمه عن الشمس، تحوم حوله سبعة أجسام، منها كوكب مجهول، يُـدعى (نيبيرو)، يشقّ طريقه بـإتجاه قطب الأرض الجنوبي، لـيصطدم بكوكبنا‘‘، بحسب ما نقلته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، أول أمس الثلاثاء، عن ميد، الذي وصفته بـأنه أحد «مروّجي نظريّات المؤامرة». ويعتقد الباحثون المهووسون بنظرية المؤامرة أن تأثير الجاذبية لـكوكب (نيبيرو) أدّى إلى إرباك مدارات عدد من الكواكب، قبل مئات السنين، وفق ما نقلت الصحيفة.
 
 

وهذه ليست المرّة الأولى التي يتم فيها ترويج أخبار كاذبة من هذا النوع:

 
ما يُـسمى بكوكب (نيبيرو)، ويُـشار إليه أحيانًا بـإسم الكوكب (X)، كان دومًا ما يتم ربطه بنهاية العالم عدّة مرات منذ عام 2003.
 
– فـبعدما توقّع فلكيون أن يشهد العالم نهايته في ديسمبر/ كانون الأول 2012، وجرى الترويج للأمر دون أن يحصل شيء في نهاية المطاف، وكانت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) وقتها قد نفت صحّة شائعة إصطدام كوكب (نيبيرو) بـالأرض، معتبرةً أن «ما يُـشاع عن الكوكب والكواكب الوهمية الأخرى هو مجرّد خُـدَع وأقاويل كاذبة يروجها مستخدمو شبكات الإنترنت، وليس هنالك أي أساس علمي لها.»
 
– وفي يونيو 2015، عادت وكالة (ناسا) لـنفي الشائعة بعد أن قال شخص يُـدعى إيفرين رودريجيز “Efren Rodriguez”، زعم النبوّة وتلقّيه رسالة من الله، أن إصطدامًا نيزكيًّا عملاقًا سـيقع بين يومي 22 و 28 من سبتمبر 2015؛ ما سـيخلّف آثارًا مدمّرة، مضيفًا أن النيزك سـيهبط قرب جزيرة بورتريكو شمال شرقي البحر الكاريبي؛ مسبّبًا زلازل مدمرة وتسونامي. وفي النهاية لم يحدث شيء أيضًا.
 
 

ولكنّ؛ ما هي الحقيقة؟

 
لم تسلم توقّعات الكاتب من الإنتقادات، إذ يقول أحد المعلّقين على الكتاب إن الباحث يستهل عمله بالحديث عن أمور علمية خالصة، لكنّه سرعان ما يستفيض في معطيات دينية، كي يضفي مصداقية على توقّعاته بخراب الأرض، في أواخر العام الجاري.
ويرى المنتقدون أن توقّعات ميد لا تكاد تخرج عن نطاق التحذيرات غير المبنية على أسس علمية صحيحة، لأجل خلق ضجّة بين الناس، دون تقديم أدلّة ملموسة تثبت إدعاءاته.
حيث يستخدم السيد ميد عدّة مقاطع من الكتاب المقدس لـدعم تلك الإدعاءات غير العادية.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلّة للعالم الخفي، الذي أعلنت سابقًا وكالة ناسا أنه عبارة عن «خدعة الإنترنت»، ويعتقد الكثير من الناس أنّها حقيقية.
 
الدكتور أشرف تادرس وهو باحث فلكي مصري قال إن هذا السيناريو في مجمله «مجرّد خرافة» يعتنقها المنجّمون والمهووسون بـنظرية «النيزك العظيم، الذي سـينهي الحياة على الأرض»، مشدّدًا على أنه ليس هنالك ما يدعو إلى القلق بتاتًا.
وعن السبب في ذلك، قال تادرس: ’’أنه ليس هنالك نجوم مظلمة، سوى الثقوب السوداء، ولا يوجد ثقوب سوداء بـجوار الشمس، ولا نعرف في الفلك نجوم قريبة من الشمس لها نظام كوكبي مشابه‘‘، معتبرًا أن «الأقاويل التي تتحدّث عن أن النجم يتجه إلى القطب الجنوبي للأرض هي مجرّد هراء؛ فـالنجم أكبر من كوكب الأرض بـمئات الآلاف من المرات.»
 
من جانبها؛ أكّدت وكالة (ناسا) مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد أي نيزك أو مذنّب يقترب من الإصطدام بـالأرض، وأنه من غير المرجّح أن يصطدم جسم عملاق بـالأرض خلال مئات الأعوام المقبلة، مشدّدة أيضًا على أنها تراقب نحو 1400 نيزك، وتتبع مساراتها بـإستمرار، لدراسة إمكانية إصطدامها بكوكبنا. ولكن وعلى الرغم من تأكيدها على وجود الكوكب المجهول (X)، حيث أن علمائها لديهم أدلّة على وجود كوكب غامض مجهول بـحجم نبتون يدور حول شمسنا في مدارٍ طويل وأبعد من مدار بلوتو. ولكن وكالة (ناسا) دائمًا ما تشدّد على أنه محض صدفة فقط أن يحمل معالم مشتركة مع الكوكب الأسطورة الذي يدور الحديث عنه بأنه في يومٍ ما سـيضرب الأرض ويدمّرها مُـنهيًا حياة كل شيء عليها، وذلك مع حلول شهر سبتمبر القادم. صحيح أن ناسا لم تفعل شيئًا من أجل نسف نظريات المؤامرة المتعلّقة بهذا الكوكب المجهول، إضافةً إلى كوكبٍ آخر يُـعرف بـإسم الكوكب (9). لكن مع هذا تقول ناسا أن وجود هذا الكوكب غير خطير، وليس هنالك أي تصادم قد يحدث.
 
إذًا؛ في الختام: إلى متى نصدّق بهكذا خرافات من دون أن نتأكّد؟!
 
 

عن

شاهد أيضاً

العلماء يجدون مصدر الجسم الغريب “أومواموا”

كتبه لموقع “لايف ساينس”: ميغان بارتلز منشور بتاريخ: 26/9/2018 ترجمة: علي ابراهيم تدقيق: أمير صاحب …

هل يمكن أن تكون الحياة قد سبق وتشكلت على القمر؟

نُشر على موقع ”فيز دوت أورغ“ بتاريخ: 23/7/2018 ترجمة: أحمد طريف المدرس تدقيق: آلاء عبد …