الرئيسية / بيئة / إنفصال جبل جليدي ضخم يزن تريليون طنٍ عن القطب الجنوبيّ – عاجل

إنفصال جبل جليدي ضخم يزن تريليون طنٍ عن القطب الجنوبيّ – عاجل

إنفصال جبل جليدي ضخم يزن تريليون طنٍ عن القطب الجنوبيّ
ترجمة وتصميم: إبراهيم الساكني

 

ها قد أتى اليوم الذي كان يخشاه العلماء في كل بقاع العالم. انفصل جزءٌ ضخمٌ من “حاجز لارسن سي الجليدي Larsen C Ice Shelf”، أحد أكبر الحواجز الجليدية المسجلة، وهو يُبحر الآن في المحيط مبتعدًا عن القارة القطبية الجنوبية.

تبلغ مساحة الجبل الجليدي المنفصل هذا حوالي 6000 كيلومترٍ مربع – أي ما يعادل أربعة أضعاف حجم مدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة. حصلت عملية انشقاق الجبل الجليدي والذي يزن حوالي ترليون طن هذه بين يوم الإثنين الموافق للعاشر من شهر تموز ويوم الأربعاء الموافق للثاني عشر من شهر تموز. وقد تم تأكيد هذا الأمر بصور الأقمار الصناعية الحرارية بالأشعة تحت الحمراء.

لقد كان العلماء يراقبون هذا الأمر على مدار سنواتٍ مضت وهو يحدث ببطيءٍ. في الشهر الماضي، صرَّح البروفيسور “أدريان لاكمان Adrian Luckman”، وهو رئيس الباحثين في “مشروع مايداس Project MIDAS”، والذي كان يراقب الوضع عن كثب: “إن لم تحصل في الأشهر القليلة المقبلة، فسأكون مندهشاً”.

وفي تصريحٍ آخر له في يوم الثاني عشر من شهر تموز قال البروفيسور لاكمان: “لقد كنا نتوقع حصول هذا الأمر منذ أشهر، وقد تفاجأنا بالوقت الكبير الذي احتاجه الصدع ليكمل انتشاره في كيلومترات الجليد القليلة المتبقية” وأكمل: “سنستمر بمراقبة تأثير هذا الانفصال على حاجز لارسن سي الجليدي وكذلك مصير الجبل الجليدي الضخم”.

لقد بدأ هذا الصدع بالازدياد بشكلٍ سريع منذ عام 2010، وقد ازداد طوله لأكثر من مئتي كيلومتراً في السنوات السبع الماضية. كان الشق يكبر على شكل طفراتٍ مفاجئة بسبب الكثافة المتغيرة للجليد الذي كان يمر من خلاله، حيث احتاج الجليد الطري لوقتٍ أطول للتشقق، في حين أنه امتد بسرعةٍ أكبر كثيراً في الجليد الصلد. شكَّل الصدع الكثير من الفروع خلال نموه، وفي بداية عام 2017 تكوَّن أكبر هذه الفروع والذي أدى بدوره لحدوث هذا الانفصال.

يتكون حاجز لارسن سي الجليدي من سلسلةٍ من الحواجز الجلدية والتي بدأت بالتكسر منذ تسعينيات القرن الماضي. حيث انفصل حاجز “لارسن أي Larsen A” في عام 1995، وفي عام 2002 حصل انفصالٌ مفاجئ لحاجز “لارسن بي Larsen B”. على الرغم من اعتقاد الكثير من العلماء بأنَّ التغير المناخي كان وراء ازدياد حجم هذه التشققات، إلا أنَّ أفضل وصفٍ لها هو كونها حادثةً جغرافية بدلاً من كونها حادثةً مناخية.

إن هذا الجبل الجليدي هو واحدٌ من أكبر الجبال الجليدية المسجلة ومن الصعب التنبؤ بما سيؤول إليه مستقبلاً. من الممكن أن يبقى كقطعةٍ واحدة ولكنَّ السيناريو الأقرب للحصول هو تكسره إلى مجموعةٍ من القطع. بعض الجليد قد يبقى في المنطقة لعقود من الزمن، في حين أنَّ أجزاءً من الجبل الجليدي قد تُبحر شمالاً حيث المياه الدافئة.

إنَّ أكبر جبلٍ جليدي تم تسجيله في العصر الحديث هو ما يعرف باسم “بي-15 B-15″، والذي يمثل قطعةً ضخمةً من “حاجز روس الجليدي Ross Ice Shelf” حيث انفصل في عام 2000، وتبلغ مساحته حوالي 11000 كيلومترٍ مربع.

لا تزال تداعيات ما حصل غير معروفة وتخضع لنقاشٍ ساخن، حيث يعتقد بعض العلماء بأنَّ انفصال هذا الجبل الجليدي قد ينبأ بتهشم حاجز لارسن سي في المستقبل خاصةً وإنْ لم يتمكن من إعادة بناء نفسه. وفيما يخص تأثيره على مناسيب المحيطات، فيعتقد البعض بأنها ستزداد نتيجة ما حدث في حين يعتقد البعض الآخر بعدم تأثرها.
إنَّ التأثيرات الآنية والمستقبلية لا يمكن معرفتها أو التنبؤ بها حالياً. كلُّ ما نحن متأكدون منه الآن هو أنَّ القارة القطبية الجنوبية قد تغيرت للأبد.

المصـادر:-

IFL SCIENCE

HISTORY

Los Angeles Times

 

عن

شاهد أيضاً

حل مشكلة التبريد العالمي

بقلم: فارس مختار  بتاريخ:٩ من يونيو ٢٠٢٠  لموقع:Bloomberg Green  ترجمة:  ريهام ماهر تدقيق: ريام عيسى …

6 أسباب تدفعك للاهتمام بالبيئة

ترجمة: لبنى جمال تدقيق: ريام عيسى تصميم: نورا محمود “لطالما كان تاريخ الحياة على الأرض …