الرئيسية / إقتصاد / كيف يؤثر تزييف العملات على الاقتصاد والمجتمع؟

كيف يؤثر تزييف العملات على الاقتصاد والمجتمع؟

النقود المزيفة يتم التداول فيها في كل انحاء العالم هذه الايام ، بينما يجعل التداول فيها تكديس المزيد من النقود بين الناس ولكن هل تؤثر سلبا على الاقتصاد ؟
هنا كيف تؤثر الاموال المزيفة على الاقتصاد
هل تعلم….
ان السوبردولار هو الاسم الذي اطلق على فئة ال 100 $ للولايات المتحدة الامريكية وفي الواقع الاموال المزيفة عادة ما تكون ذات نوعية عالية الجوده لذلك فمن الصعوبة التمكن من تمييزها عن ال100$ الحقيقية .
تشير الاموال المزيفة الى النقود المزيفة او المقلدة التي يتم انتاجها بهدف الخداع.
عملية انتاج العملة المزيفة بطرق الغش والخداع وكأنها تمر بدون عقوبة قانونية . التاريخ النقدي في العالم مليء بوجود العملات المزيفة التي غزت الاسواق من وقت لأخر. كانت هناك حالات عديدة وحتى فيما يتعلق مع العملات المعدنية ولا يقتصر هذا الفعل على منطقة معينة فحسب بل كانت منتشره في جميع انحاء العالم
عندما كانت الاموال المعدنية اوالقطع النقدية متداولة يتم تزويرها عن طريق خلط المعادن الاساسية النحاس والألمنيوم والرصاص والزنك والقصدير والحديد مع الذهب والفضة واثنين من المعادن التي كانت تستخدم في الغالب لصنع العملات القديمة.
مع التمكن من الحصول على الاوراق المستخدمة في صناعة النقود اصبح عملية تزييف العملات اكثر دقة . احد الحالات القديمة للتزوير تأتي من حقبة الحرب العالمية الثانية عندما زيف النازيون الدولار الامريكي والجنية الاسترليني بكميات ضخمه بهدف زعزعة استقرار اقتصاديات كل من هذه البلدان. فالنقود المزيفة يتم التداول بها في جميع انحاء العالم وبكميات كبيرة حتى يومنا هذا. بعض من هذه العملات المزيفة ذو نوعية عالية الجوده فمن الصعب جدا التعرف عليه اذ لم يكن مستحيلا.
العملات المزيفة والاقتصاد
ان وجود واستخدام النقود المزيفة في السوق يمكن أن تؤثر على الاقتصاد الوطني والعالمي بصورة كبيرة فمن ناحية أنها تخدع الناس، وأنها تميلهم إلى فقدان الثقة في أموالهم واقتصاد بلادهم أسوأ شيء يمكن أن يحدث في أي بلد.
تداول العملة المزيفة يمكن أن يكون لها الآثار الضارة التالية على الاقتصاد
انخفاض قيمة العملة والتضخم
كما النقود المزيفة تشق طريقها إلى الأسواق، وفجأة يصبح هناك المزيد من المال في التداول اكبر مما ينبغي أن يسمح له ان يكون . ونظرا لهذا، فإن القوة الشرائية للناس تزداد فيزداد الطلب على السلع والخدمات فالعرض لا يمكن ان يسد حاجة الطلب مما يسبب نقص في السلع ومما يؤدي بدوره الى ارتفاع في الاسعار اي التضخم.
الاسواق السوداء
قلة العرض والنقص الذي حدث نتيجة تداول العملات المزيفة وبشكل واسع يثير مشكلة خطيرة اخرى السلع والخدمات التي ينبغي توفيرها للناس بأسعار ثابتة ومعقولة، تباع الان بشكل غير قانوني و باسعار مرتفعة ونظرا لذلك فان قلة من الناس يمكنهم شراء البضائع بمعنى ان تترك الطبقة الفقيرة للتجويع ويطلق عليه بالسوق السوداء لان جميع المعاملات تتم اساسا نقدا وبعيدا عن سجلات الدولة . بعض الاحيان النقص في السلع يكون بشكل متعمد بحيث يتسنى للمزيد من الاموال ان تذهب للمجهول وهذا بدوره يؤدي الى حلقة مفرغة من الفساد.
التخلص من السلع باسعار اقل
التضخم هو انخفاض قيمة العملة. الاسوق السوداء السائدة في بلدان معينه تستفيد منها البلدان الاخرى بشكل كبيرعن طريق افراغ بضائع ذات الجوده الاقل بسبب انخفاض اسعارها وارتفاع اسعار السلع المنتجة داخل البلد مما يؤدي الى لجوء العديد من الناس شراء بضائعهم بسبب انخفاض اسعارها مما يضر باقتصاد البلد.
عدم السداد البنوك
تلك احد القضايا في المقام الاول المتعلقة بتداول العملات المزيفة وبالأخص احتمالية تكبد الشركات والصناعات خسائر كبيرة .عندما يتم ابلاغ البنوك بوجود العملات المزيفة وتورطهم في بعض المعاملات التجارية الكبيرة ومصادرتها بنفس اللحظه مما يؤدي بهذه الشركات في بعض الاحيان بعدم امكانية الحصول على أموالهم. وهذا يؤدي إلى خسائر فادحة التي قد تؤثر عليهم، إما مباشرة أو على المدى البعيد.
فقدان ثقة الجمهور
هذه اكبر عواقب للتداول بالعملات المزيفة . يميل الناس إلى فقدان الثقة في اقتصاد بلادهم والأموال التي يحملونها. لذلك، من أجل تجنب أي نوع من الحصول على النقود المزيفة، يبدا الناس بايداع نقودهم واستلامها في بعض الدول الاخرى ذات العملة الأكثر استقرارا. هذا بدوره قد يزيد من زعزعة استقرار الاقتصاد الكلي في البلاد.
النقود المزيفة أيضا تؤثر على الاقتصاد العالمي إلى حد كبير. هناك حالات حيث تحاول الدول لزعزعة استقرار اقتصادات منافسيها السياسية والاقتصادية من خلال تزييف العملة في كميات هائلة، ونقله إلى أسواقها. وهذا لا يؤدي الى اضعاف من الناحية الاقتصادية فقط بل يسبب ضعف وزعزعة من الناحية الاجتماعية والسياسية.
اليوم هناك العديد من الاشخاص الذين يعملون في تزييف العملة وهم في كل مكان وكل بقعة من بقاع العالم في انتظار أن يتم التداول في عملتهم المزيفه وزجها في العالم. الحكومات و الاجهزة الأمنية تتخذ اجراءات صارمة للكشف عنهم والقبض عليهم ومعاقبتهم ومع ذلك تبدو هذه الاجراءات غير كافية فعدد المزورين اخذ بازدياد في كل يوم والأكثر تضررا من تداول العملات المزيفة هم الناس البسطاء الذين لا يتمكنون من تمييز هذه العملات والذين يحصلون على اموالهم ببذل مجهود كبير وبشق الانفس ليتم بعد ذلك مصادرتها منهم.
المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

كيف أصبحت الحياة كلها تنافسًا شديدًا ودائمًا؟

من مجلة (ذي أتلانتك) تنشر في عدد أيلول/سبتمبر 2019 ترجمة: ابراهيم العيسى تدقيق: عمر اكرم …

لا يحدث كل شيء لسبب

بقلم: نيكولاس كليرمونت ترجمة: رحاب الهلالي تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: امير محمد ١١/حزيران / …