الرئيسية / بيئة / تركيز ثنائي أوكسيد الكربون في العالم يتأرجح على حافة اللّاعودة!

تركيز ثنائي أوكسيد الكربون في العالم يتأرجح على حافة اللّاعودة!

يتجه العالم بقوة نحو حقبة يستحيل فيها عودة الحالة التي تنحدر فيها التركيزات العالمية لثاني أكسيد الكربون مرة أخرى تحت أجزاء 400 لكل مليون (جزء في المليون) كعلامة فارقة، حيث تصل محطتا قياس هامتان إلى نقطة اللاعودة.
وتأتي هذه الانباء بعد أن أوشكت إحدى محطات قياس الغلاف الجوي الهامة في كيب جريم Cape Grimبأستراليا على وصول مستوى 400ppm للمرة الأولى. و عندما يثبت هذا المستوى من التركيز لثاني أوكسيد الكربون CO2 في المنطقة، بمجرد أن يحدث ذلك، فإننا لن نحصل على قراءة أدنى من 400ppm.
وفي الوقت ذاته، فقد وصل، ولأول مرة، تركيز ثاني أوكسيد الكربون في إحدى محطات نصف الأرض الشمالي إلى ما فوق 400 جزء من المليون لأول مرة ولن ينزل عن ذلك أبدًا.
كذلك يوضح James Butler، مدير قسم الرصد العالمي التابع للادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأمريكية، لصحيفة الغارديان “أننا نتجه نحو ناحيةٍ مختلفة كليًا”.
إنه عندما يتم ضخ كميات من ثاني أوكسيد الكربون CO2 في الغلاف الجوي بواسطة احراق الوقود الأحفوي، فإن الدورة الموسمية التي تتحكم بانخفاض وارتفاع تركيز ثاني أوكسيد الكربون طوال السنة، لن تقوم بخفض نسبته إلى مادون مؤشر 400 ppm. ويقول Butlerإن الرقم 400ppm ليس سوى رمز ومع ذلك فإنّ له تأثيرًا نفسيًا قويًا.
لقد كان أول وصول للمستوى القياسي لتركيز ثاني أوكسيد الكربون 400 ppm عندما قامت المحطة الواقعة على الجبل البركاني Mauna Loa في هاواي بتسجيل نسبة 400pmm كمعدل شهري. ولكن الدورة الموسمية في نصف الأرض الشمالي ضخمة جدًا، بحيث ينخفض تركيز ثاني أوكسيد الكربون صيفًا ولكنه يزداد في الشتاء، إذا فإنّ هذه الدورة تحدث كل سنة بما أنّ التركيز كات قد أخذ في الانحدار إلى ما تحت 400pmm.
وإذا ما قمنا بجمع جميع هذه القراءات العالمية لتركيز ثاني أوكسيد الكربون، فإننا سنجد أنّ المعدل العالمي لتركيزه قد تعدى ال400pmm وذلك في مارس،2015.
أما بالنسبة لنصف الأرض الجنوبي، فإنّ الدورة الموسمية أقل وضوحًا وبالكاد يكون هنالك هبوط ملحوظ لمستويات ثاني أوكسيد الكربون في الجو سوى أنها تكون أبطأ في شهور الصيف التي تمر على نصف الأرض الجنوبي. وفي هذا الأسبوع قام علماء بالكشف لFairfax Media أن محطة Cape Grim قامت بقراءة نسبة 399.9ppm في السادس من شهر مايو، مما يعني أن هذه النسبة قد تقفز في غضون أسابيع إلى مافوق 400ppm ولن تعود إلى الانخفاض أبدًا.
كذلك يقول David Etheridge، العالم في مجال الغلاف الجوي من منظمة الكومنولث للبحوث العالمية والصناعية (CSIRO) التي تشغّل محطة Cape Grim، أنه “لم نكن لنتوقع ان نصل إلى مؤشر 400ppm لنسبة الكربون بهذه السرعة، فوفقًا لظاهرة إل نينيو (وتعني أنّ تغير حرارة أحد المحيطات تؤثر على الجو في مناطق أخرى) إن المحيط يقوم بالأساس برفع درجة الحرارة بحيث يزداد تركيز ثاني أوكسيد الكربون بسرعة كلما قامت مناطق الأرض الساخنة بإصدار الكربون، لذا فقد كنا نتوقع أن نصل إلى هذه النسبة في وقت آخر من السنة.
“بغض النظر عن نسبة إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في العالم حاليًا، نستطيع تقليل توسع ثاني أوكسيد الكربون، ولكننا لا نستطيع تقليص تركيزه.
“وحتى إن قمنا بالتوقف عن التسبب بانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، فإننا موعدون بالكثير من الحرارة.”
هنالك في هاواي، تقع المحطة الأطول عملًا في العالم Mauna Loa، والتي تستقر ولأول مرة على نسبة 400ppm وقد لا تنزل عنها أبدًا.
يقول Butler لصحيفة الغارديان، ” يصعب التوقع، فالأمر يقترب أكثر فاكثر”.
في هذه الأثناء، وبعد التحكم الذي تقوم به الدورة الموسمية، فإن المعدل العالمي لتركيز الكربون قد قفز إلى ما فوق 400ppm العام الماضي. وفي مرور عدة أعوام لن تنزل تلك الإنخفاضات الموسمية إلى ما دون ال400ppm في المعدل العالمي أبدًا.
وفي المحصلة، فإنّ العالم يقف على شفير نسبة 400ppm التي لن تظهر قراءة تظهر قياسًا أقل منها.
يضيف Butler، “إنّ هنالك ما قد نستطيع عمله حيال ذلك، وهو التوقف عن حرق الوقود الاحفوري.”
كذلك، يشدّد Butler على أنّ ثاني أوكسيد الكربون مرتبط بالاحتباس الحراري المستقبلي،” إنّ الامر يبدو كالاستلقاء في السرير وفوقك بطانيتك الإلكترونية وهي مربوطة على درجة 3، تقوم بعدها لرفع الحرارة إلى 7، لن تشعر بالحرارة على الفور ولكنك تدفئ جسدك، وهذا هو حالنا في مسألة الغلاف الجوي”.
إنّ تركيز ثاني أوكسيد الكربون يقتاد ما يمكن أن نسميه تغيير جامح للمناخ حول العالم.
لقد شهد هذا العام ارتفاعًا قياسيًا في العالم لدرجات حرارة المحيط، والذي كان السبب في تبييض الشعب المرجانية في جميع أنحاء العالم وتدمير الحيد المرجاني العظيم (تشكيل ضخم من الشعاب المرجانية) في اوستراليا.
وكذلك، تشكل درجات حرارة سطح الجو صدمة لعلماء المناخ. فدرجات الحرارة تقوم بتحطيم المعدلات القياسية السنوية والشهرية بانتظام، ويكون تحطيم الكثير من هذه المعدلات القياسية بأكبر حدود ممكن أن نراها.
يعلق Butler، “يبدو الأمر قبيحًا عندما ننظر إليه”.
المصدر:-  هنا

عن

شاهد أيضاً

حل مشكلة التبريد العالمي

بقلم: فارس مختار  بتاريخ:٩ من يونيو ٢٠٢٠  لموقع:Bloomberg Green  ترجمة:  ريهام ماهر تدقيق: ريام عيسى …

6 أسباب تدفعك للاهتمام بالبيئة

ترجمة: لبنى جمال تدقيق: ريام عيسى تصميم: نورا محمود “لطالما كان تاريخ الحياة على الأرض …