الرئيسية / سياسة / الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تحضران لنهاية العالم!

الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تحضران لنهاية العالم!

مع انهيار اتفاقية الحد من الأسلحة تملك واشنطن وموسكو اليوم مخزون من البلوتونيوم صالح لإنتاج عشرات الالاف من الأسلحة النووية منذ بضعة أيام وصلت عبر الايميل هدية صغيرة وهي عبارة عن كتاب أو بالأحرى كتابان متماثلان بعنوان (التعاون الإجباري) وهما عبارة عن مجلدين بحجم ١٠٠٠ صفحة من المقالات والمقابلات والمقالات الصغيرة من أكثر من ١٠٠مشارك في عصر التعاون بين شركات الاسلحة النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إبان الحرب الباردة .سيغفريد هكر الذي حرر هذه المجلدات بعد تصريح العالم السوفيتي الذي قال بخصوص خطر الأسلحة النووية حيث قال (هناك خطر مشترك تشكله الأسلحة النووية لذلك أنت تعلم وجوب أن نعمل سويه من أجل التعاون) لم يفهم الجميع هذه الرسالة بالتأكيد. بما فيهم فلاديمير بوتين الذي يعمل اليوم ضد التعاون بين واشنطن وموسكو في هذا المجال. بدى أن القصص غير المعقولة في مجلدي هيكر تبدوان وكأنهما من عصر آخر تماماً. يوم الاثنين أصدر بوتين مرسوماً بتعليق التخلص من البلوتونيوم مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تصرفات غير ودية (ترجمة غير رسمية متاحة في مركز الطاقة والدراسات الأمنية في موسكو كما هو مشروع القانون المقدم من الكرملين). مرسوم بوتين ينهي آخر شكل من أشكال التعاون من تلك الحقبة المهمة. البلوتونيوم هو المادة الخام التي تصنع منها القنابل النووية.

بعد الحرب الباردة اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على التخلص من أطنان من البلوتونيوم والتأكد من أنه لايمكن أبداً إعادة تصنيعها الى قنابل. لذلك صدقوني عندما تقرر روسيا التشبث بتلك المواد لفترة أطول فهو أمر خطير. نحن نتحدث هنا حول الكثير من البلوتونيوم حيث كان لدى الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عشرات الآلاف من الأسلحة النووية إنه أمر مرعب إذا فكرت حول مقدار الضرر الذي تسببت به قنبلة نووية واحدة لهيروشيما واُخرى على ناكازاكي، لكن لدى الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مخزون يتجاوز الـ ٣٠٠٠٠ من الأسلحة النووية!. وهي ترسانة غير عقلانية ويصعب تصور الغرض منها وفِي داخل أغلب هذه القنابل القليل جداً من البلوتونيوم. حققت واشنطن وموسكو خطوات كبيرة لخفض الترسانة النووية على الرغم من انها لاتزال لديها الكثير منها ما يكفي لتدمير بعضهما البعض تماماً. على سبيل المثال انخفض مخزون الولايات المتحدة من الأسلحة النووية من ٣١٢٥٥ سلاح نووي في عام١٩٦٧الى ٤٠٥٧ في عام٢٠١٥. دعنا فقط نقول مخزون روسيا غير قابل للمقارنة ولكنه ايضا ليس بالكميات المتواضعة البسيطة. وبطبيعة الحال فان التخلص من الأسلحة النووية يتطلب أن يتم تفكيكها ففي الولايات المتحدة الأمريكية تراكمت الآلاف منها بانتظار تفكيكها وتمتد قائمة الانتظار الى سنة ٢.٢٢ مع اعتقاد أغلبية الخبراء بأن الولايات المتحدة لن تحقق هذا الهدف وحتى مع تفكيك هذه الأسلحة فسيبقى البلوتونيوم وبوجوده فإن من الممكن ان يتحول الى قنبلة نووية مرة أخرى.

لدى الولايات المتحدة وروسيا الكثير من البلوتونيوم من مخلفات الحرب الباردة. لا يوجد بلد ينتج البلوتونيوم بعد الآن ولكن لا تقلق هناك لايزال أكثر من اللازم لابقاكم قلقين. يقدر الفريق الدولي المعني بالمواد الانشطارية في جامعة برنستون مخزون البلوتونيوم المستخدم في صناعة الاسلحة النووية بـ ٨٨ طن متري في الولايات المتحدة و١٢٨ طن متري في روسيا وهذا يُعطيك انطباع عن كمية هذا المخزون. هناك حقيقة معروفة وهي أن السلاح النووي يمكن ان يصنع مع القليل من البلوتونيوم اي ما يقارب ٤كيلو غرامات وهو موضوع شديد الحساسية حيث يمكن صناعة القنبلة مع كمية أقل منه دعنا نتعامل معها بالرياضيات ٤كيلو غرامات لكل سلاح نووي فإن ٨٨طن متري يكفي لصناعة ٢٢ ألف سلاح نووي و١٢٨ألف طن متري يكفي لصناعة ٣٢ ألف من الاسلحة النووية فهل نرغب في سباق تسلح؟ عندما انتهت الحرب الباردة أكثر المتنورين بيننا أدركوا بأن الحد من مخزون قضبان البلوتونيوم مهمة حرجة طالما بقي مخزون البلوتونيوم على حاله أو في حال استئناف سباق التسلح أو وقوعه في الأيدي الخطأ. في دراسة للأكاديمية الوطنية للعلوم نشرت في عام (١٩٩٤-١٩٩٥) بينت أن المواد الانشطارية الفائضة تشكل خطراً واضحاً على الأمن الوطني والدولي. اعترفت الولايات المتحدة وروسيا بكل صراحة بأن الكثير من مخزونها من البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب يزيد على أي حاجة يمكن تصورها اضافة الى عدة برامج لمساعدة روسيا لتتبع كمية هائلة من هذه المواد وافقت واشنطن وموسكو على التخلص من بعض ذلك المخزون من قضبان البلوتونيوم.

في عام ٢٠٠٠ سلمت الولايات المتحدة وروسيا ٣٤ طن متري تحت تصرف إدارة البلوتونيوم من أجل إتلافها حسب الاتفاق وهو ما يعني عدم صنع روسيا لـ ٨٥٠٠ سلاح نووي ونفس العدد للولايات المتحدة الأمريكية. بطبيعة الحال كان هذا جزء صغير من المخزون الهائل لقضبان البلوتونيوم ولكن بجانب اتفاقية داونبلند للتخلص من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب والتي كانت بداية واعدة للتأكد من ان سباق التسلّح لن يبدأ مرة أخرى. ثم بعد ذلك لم يحدث شيء كما تبين فإن واشنطن وموسكو يفضلون البقاء كأعداء لا كأصدقاء. والبلوتونيوم ليس من السهل التخلص منه والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في جدال لا ينتهي حول كيفية التخلص من هذه المواد. قصة لماذا لم يتم التخلص من هذه المواد طويلة ومعقدة وتشمل سلوك تقني مختلف بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية بالاضافة الى ملفات أخرى. الطريقهة الأبسط لتوضيح الأمر هو إن الولايات المتحدة وروسيا سرعان ما يقعون في جدال مما يتطلب خطة جديدة كما في ٢٠٠٧ تلتها العديد من الجدل حتى تم تعديل الخطة في عام ٢٠١٠ وكلا الجانبين لا يزال يتجادلان حول تعديل الاتفاق إلى أن اقفل بوتين القضية اخيراً هذا الأسبوع .

على مستوى ما وبالرغم من ان التفاصيل لا تهم وإن الاسئلة التقنية والسياسية حول افضل الطرق للتخلص من البلوتونيوم تتضائل أمام الحاجة السياسية الملحة للقضاء على التهديد الذي تشكله هذه المادة. المراقبين المطلعين مثل (Pavel Podvig) عرض الكثير من الحلول البناءة التي من الممكن أن تبقي الاتفاق على قيد الحياة لكننا اخترنا أن لا نفعل شيئاً. مرسوم بوتين ينص بأن روسيا لا تخطط لإعادة تصنيع البلوتونيوم الى اسلحة حتى الآن. ولكن ليس هناك من سبب يجعلها لاتستطيع ذلك ولا يوجد خطة واضحة لدى روسيا الآن. سوف تبقي الولايات المتحدة وروسيا ببساطة على عشرات الآلاف من الأسلحة النووية الى أجل غير مسمى وبما أن عمر البلوتونيوم طويل جداً بالتالي فإن هذه القنابل التي بقيت من الممكن أن تهدد احفادكم. هناك عجز واضح في العالم في مواجهة هذا الخطر المرعب وعلينا أن نتعاون جميعاً من أجل الوقوف في وجهه.

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

الجواز الأمريكي لا فائدة منه

يمكنني التنقل حيث شئت بجواز سفري الألماني. ولكن عدد الدول التي تسمح للأمريكيين بالدخول تكاد …

حصرياً: من داخل مخيمات تدريب تابعة لحزب الله لنشر الأخبار الزائفة  

  بقلم: ويل كريسب وسداد الصالحي  بتاريخ: ٢/آب / ٢٠٢٠ ترجمة: رحاب الهلالي تدقيق: ريام …