الرئيسية / ثقافة / التفريق بين العلوم الحقيقية والعلوم الزائفة

التفريق بين العلوم الحقيقية والعلوم الزائفة

بقلم: مايكل شيرمر

وبتاريخ: 1 اكتوبر 2015

 

نيوتن كان مخطئًا. آينشتاين كان مخطئًا. الثقوب السوداء غير موجودة. الإنفجار الكبير لم يحدث قط. الطاقة المظلمة والمادة المظلمة لا أساس لها من الصحّة. النجوم مشحونة كهربائيًّا بكتل بلازمية. كوكب الزُهرة كان مذنَّـبًا. اقتطع وادي فاليس مارينيرس الضخم (Valles Marineris) على المريخ في بضع دقائق بواسطة القوس الكهربائي العملاق في جميع أنحاء الكوكب الأحمر. رموز الصاعقة “thunderbolt” الموجودة في الفن القديم والنقوش ليست إلّا آيقونة صنّاع التماثيل (iconography) في تصوّر الآلهة لكنّها تمثيل واقعي للنشاط الكهربائي المُـذهل في الفضاء.

هذه ليست سوى عدد قليل من الأشياء التي تعلّمتها في مؤتمر الكون الكهربائي (EU2015) في شهر يونيو في فينيكس. مجتمع الكون الكهربائي هو إتحاد واسع من الناس الذين، حسب موقع الويب الخاص بالمنظّمة (thunderbolts.info)، يؤمنون بأنّ: ’’الطريقة الجديدة لرؤية ماهيّة الكون الفيزيائي المنبثقة. النقطة المواتية الجديدة تؤكّد دور الكهرباء في الفضاء وتعرض تذكّر إهمال مساهمة الجاذبية في الأحداث الكونية‘‘. وهذا يشمل كل شيء من مذنّبات، وأقمار وكواكب وحتى النجوم، والمجرّات وتكتّلات المجرّات. دُعِـيتُ أنا للتحدّث عن الفرق بين العلم الحقيقي والعلم الزائف. جمعتُ المواضيع الأكثر شيوعًا من المؤتمر والأشياء السائدة التي ينبغي للمرء التشكيك فيها: علم الكونيات والفيزياء والتاريخ وعلم النفس، وحتّى الحكومة (قِـيل لي أنّ مركز التجارة العالمي بناء – 7 – أُسقِـط بواسطة تحكُّـم الهدم على 9/11، وأنّ الــ “chemtrails” – وهي زوائد ذيلية للطائرات في السماء – هي دليل على تجربة الهندسة البيئية الحكومية).

المطالبة العلمية بإختبار الحمض، أنا شرحتها، إنّها تنبُّـؤ وتزوير. أصدقائي في ناسا في مختبر تسيير الطائرات النفّاثة، على سبيل المثال، قالوا لي أنّهم يستخدمون كُـلًّا من الميكانيكية النيوتونية ونظريّة آينشتاين النسبيّة للحوسبة عالية الدقّة للمركّبات الفضائية لتسييرها إلى الكواكب. إذا كان نيوتن وآينشتاين على خطأ، فأنا أستفسر من والاس ثورنهيل (Wallace Thornhill) المؤيّد لنظريّة الكون الكهربائي، هل يمكن أن تولّد المركبة الفضائية الجويّة المسارات التي هي أكثر دقّة من تلك التي تستند إلى نظريّة الجاذبية؟ الإجابة هي، لا. تعتمد الأقمار الصناعية لتحديد المواقع في المدار حول الأرض أيضًا على النظريّة النسبيّة، لذلك سألتُ مستضيف المؤتمر ديفيد تالبوت (David Talbott): هل أنّ نظرية الكون الكهربائي أعطتنا أي شيء يشبه التطبيقات العلمية للفيزياء النظريّة؟ الجواب، لا. ثم ماذا أضافت نظريّة الكون الكهربائي؟ الفهم العميق للطبيعة، قِـيلَ لي، أوه.

تم الطعن بعلم النفس التقليدي من قِـبل غاري شوارتز (Gary Schwartz) من جامعة أريزونا، تماشيًا مع المواضيع الكهربائية اليوم، حيث أوضح أنّ الدماغ مثل التلفزيون والوعي مثل الإشارات الواردة في الدماغ، نحتاج إلى دماغٍ واعٍ، لكنّ الوعي يكون موجودًا في مكانٍ آخر. لكن الاستديوهات التلفزيونية تولّد إشارت البث. حيث أنّني تسائلتُ، هل يُـكافئ الوعي منشأة الإنتاج؟ لا إجابة. الرياضيّون العصاميّون أمثال ستيفن كروثر (Stephen Crothers) يمكنهم التلاعب بالعشرات من شرائح البوربوينت بإستخدام النظريّة النسبية العامة لآينشتاين، والتي تتميّز بأنّها عدديّة “numerology”. أخطاء آينشتاين، أعلن عن ذلك كروثر، هي خطأ الإعتقاد بالثقوب السوداء والإنفجار الكبير. أنا لم أفهم شيئًا ممّا قاله، لكنّني واثق من أنّه مخطئ من خلال حقيقة أنّ الآلاف من علماء الفيزياء على مدى قرن من الزمن تحدّوا آينشتاين، لكنّه ما زال واقفًا كإنسان القرن الزمني (Time’s Person of the Century). إنّه ليس من المستحيل أن يكونوا جميعهم على خطأ، فهو دور مؤقّت للعلماء الهُـواة ليكونوا على حق. ولكن على الأرجح فإنّ عدد الأرقام بعد العشري في معادلات آينشتاين تصفّ بدقّة الآثار النسبية على نظام تحديد مواقع مدارات الأقمار الصناعية. عندما إلتقيتُ مؤيّدي نظريّة الكون الكهربائي كانوا مهذّبين بشكلٍ دائم، أذكياء بلا شكّ وثابتين في إعتقادهم؛ ممّا جعل من هذه النظريّة واحدةً من أهم الإكتشافات في تاريخ العلوم.

هل كانت كذلك؟ ربّما لا. المشكلة كانت موضّحةً من خلال تعليق ثورنال (Thornhill) عندما طلب تنقيح أوراق الخصم: ’’في العلوم متعدّدة التخصّصات مثل الكون الكهربائي، يمكنك أن تقول أنّه ليس لدينا نُـظَراء، ولذلك فإنّ نقد أولئك النُـظراء سوف يصبح غير متوفّرًا‘‘. من دون نقد الأقران والتوجيه الضروري في الفروع العلمية، كيف يمكننا التفريق بين النظريّات الرئيسيّة والبديلة، وهنالك العديد منها؟ توم وولف في كتابه (The Electric Kool-Aid Acid Test)، اقتبس من (Merry Prankster Ken Kesey) قائلًا: ’’أنا كنت أما فوق الحافلة أو أوقفتُ الحافلة‘‘. فمؤيّدو نظريّة الكون الكهربائي ليسوا مخطئين وليسوا على الحافلة. هذه المقالة تابعة لشركات العلماء الأميركان وهنري هولت وقد نُـشرَت بعنوان ’’اختبار حمض الكون الكهربائي‘‘. In his book The Electric Kool-Aid Acid Test, Tom Wolfe quotes Merry Prankster Ken Kesey: “You’re either on the bus or off the bus.” It’s not that EUers are wrong; they’re not even on the bus. This article was originally published with the title “The Electric Universe Acid Test”

المصدر:- SCIENTIFIC AMERICAN

عن

شاهد أيضاً

كيف تركز على شيء واحد فقط

نشر في: موقع فوكس تأليف: ريبيكا جينينغس بتاريخ: 4 سبتمبر 2019 ترجمة: مازن سفان تدقيق …

هل تجعلنا قراءة قصص الخيال أشخاصاً أفضل؟

تقديم: كلوديا هاموند ترجمة: ياسين إدوحموش تصميم الصورة: امير محمد كل يوم يُباع أكثر من …