الرئيسية / فكر وفلسفة / براين كوكس ينتقد ”الهراء“ الذي يقيد حرية التعبير

براين كوكس ينتقد ”الهراء“ الذي يقيد حرية التعبير

براين كوكس.. العالِم ومُقدم البرامج يهاجم ”التعصب المتزايد“ و”الإقصاء الإعلامي“ و”انحدار الحوار الوطني“
مُقدم البرامج العلمية الأكثر شهرة، البروفيسور براين كوكس، ينتقد التعصب المتزايد الذي يُقيد حرية التعبير في الكليات والجامعات، واصفاً إياه بالهراء. كما هاجم مقدم برنامج عجائب الكون ”الحوار الوطني المتدني“ وقال أن الناس غير راغبين أو غير قادرين على تغيير رأيهم بشأن قضايا كالإتحاد الأوروبي.
سياسة الإتحاد الوطني للطلبة ”الاقصائية“ تجيز منع بعض الأفراد أو المنظمات من المشاركة في المناسبات الخاصة بالإتحاد. وكان نتيجة ذلك هو الحصول على نقد من كلا اليمين واليسار السياسي. براين كوكس المحاضر في جامعة مانشستر قال في العدد الجديد لراديو تايمز: ”اعتقد أنهم يحاولون بناء مساحة أقل عدوانية وأنا أفهم، فالخطاب الحديث أصبح مستقطباً“.
وأضاف كوكس ”إن من المفترض أن تكون الجامعة مكاناً للنقاش المتحضر، فإن لم يحدث ذلك في الجامعة فأين سيتم نقاش الأسئلة الأكثر تعقيداً؟ لذا أنا اعارض بشدة وجود شيء كمساحة آمنة فكرياً في أي جامعة. إن هذا أمر لا معنى له بالنسبة لي“. ”إن الغرض الأساسي من الجامعة هو بناء رصانة فكرية، ويجب أن لا تنزعج من الثرثارين ـ كما أنك لن ترغب بأدخال الخطاب السياسي من تويتر إلى إتحاد الطلبة“.
”ليس من الصعب تعزيز المحاورات، فهذا هو أساس الديمقراطية الليبرالية“.
المجلس الوطني لإتحاد الطلبة أوضح سياسته مدعوماً بأغلبية الطلاب وهي السماح بحرية التعبير من دون تخوفات.
أضاف كوكس قائلاً: ”في السنوات الأولى لتدريسي لم أشاهد ذلك في الفيزياء، لم يكن هناك مساحة للآراء الشخصية، ولأني أستاذ في مانشستر فأنا أشاهد التعصب أخذ في الإزدياد“.
وفي سلسلة كوكس الجديدة ”قوى الطبيعة“ التي ستبدأ الشهر المقبل على قناة BBC1، وضح كوكس قلقه من الإستقطاب وتقييد حرية التعبير، وليس أقلها حول عضوية بريطانيا في الإتحاد الأوروبي.
فهو يقول: ”تغيير الآراء عند مواجهة الأدلة هو شيء أساسي للمجتمع الديمقراطي المتحضر. أنا اعتقد بأن هنالك خطأ ما؛ لأن الإستقطاب يُخبرك بأن الناس لم تعد تفكر“.
”العلم عبارة عن مجموعة من الأشياء التي قد يكون بعضها محتملاً، وبعضها الآخر مؤكداً، وبعضها أقل إحتمالية، وبعضها خطأ. النقطة الأساسية هي تغيير الآراء بأستمرار“.
”عندما القيت نظرة على المناظرات التي عُقدت لمناقشة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، لم أجد سياسياً واحداً أو كاتب أعمدة قد غير رأيه“. [المقابلة مع كوكس حصلت قبل التصويت على خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي]. ”ومع كل هذه الأدلة والمعلومات الضخمة، إلا أن أحداً لم يغيير رأيه، وهذا يشير إلى خطأ عميق في الحوار الوطني“.
“أنا أعتقد أنك أن تقبلت فكرة إنك قد تكون على خطأ فأن هذا أثمن شيء قد يقدمه لك الفضول والبحث في الطبيعة والمجتمع ومن الممكن أن هذا هو الهدف، حقاً أليس كذلك؟ وهذا قد ينتج مناظرات أكثر تحضراً وأقل موثوقية، ومع هذا فأنني قد أكون مخطيءً“.
كوكس الذي يعد خلفاً للسير ديفيد اتنبور في الـ BBC أشار أيضاً إلى تعامل المدارس مع الطلاب وكيف أنها تجعلهم مهوسسين بالإمتحانات. وأضاف صوته إلى الآباء المهتمين بخصوص أختبار سات للمدارس الإبتدائية، لكنه لم يجعل إبنه يقاطع المدرسة خلال فترة المقاطعة التي حدثت في بداية العام.
قال كوكس في راديو تايمز: ”أحد أكثر الأشياء التي تزعجني والتي أعتقد أنها إنعكاس مؤسف للطريقة التي تستمعلها المدارس هي جعل الطلاب مهووسين بالإمتحانات. سوف أقوم بتدريس النسبية وهم سيستمرون بالسؤال: هل هذه نهاية الإمتحانات؟“. ”أنا سأقوم بتدريسهم ليكونو فيزيائيين ، ليس بأجتياز الإختبار، يفترض أن يتعلمو عن الطبيعة، إذا ذهبوا للعمل لدى شركة BAE على المقعد القاذف من طراز يوروفايتر، في نقطة ما سيسأل أحدهم هل هذا المقعد آمن ؟“.
”لا يستطيعوا أن يطلبوا من أحد أن يقيم عملهم. مقياس النجاح هو التفاهم وتحمل المسؤولية“.
المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

الإرادة الحرة.. حقيقة أم أسطورة ليبرالية؟

ترجمة: آمنة الصوفي تصميم الصورة: أحمد الوائلي في عام 2016 هيمنت على العالم مفاهيم الليبرالية …

جوردان بيترسون وقصة برج بابل

كتبه لموقع “ناشونال كاثوليك ريجيستر”: كريستوفر كاكزور* نشر بتاريخ: 12/9/2018 ترجمة: إبراهيم العيسى تدقيق: أمير …