الرئيسية / أجتماع / عشر قصص حب غيرت التاريخ

عشر قصص حب غيرت التاريخ

تمتلئ صفحاتُ التاريخ بقصصٍ عن المآسي والضياع واليأس، وفي بعض القصص توجد إضاءة أمل في شخصيات العشاق الذين لا يتملكهم اليأس في حبهم الحقيقي، ملوكٌ وملكات؛ أباطرةٌ وإمبراطورات؛ عشيقاتٌ ومحظيات. فالحب لا يكترث للمسميات والعناوين. لقد بلغت بعض قصص الحب من القوة لأن تصبح تاريخَ أُمّة.

 

 

10. (بريكليز) و(أسباسيا):

كان (بريكليز) جنرالاً وخطيباً وشخصيةً بارزةً في الحكومة الأثينية. ربما لا يبدو غريباً أن شريكته لها بعضٌ من نفس المواهب. اجتمع الإثنان أول مرة خلال حلقة دراسية، وأُغرم (بريكليز) بذكاء وجمال (أسباسيا). وبما أنها قادمة من مدينة (ميلتوس) وليس (أثينا)؛ فإن لها من الحرية أكثر مما لكثيرٍ من النساء في زمنها، وعُرفت على أنها امرأة مثقفة في المجتمع الأثيني. ويُقال أن العديد من زوجات رجال أثينا المؤثرين كُنّ يزرْنها لأخذ نظرةٍ ومعرفةٍ عن قضايا محلية.

بالرغم من سفسطائيتها؛ كان حُسّاد (بريكليز) يتفوهون بالاهانات ويوبخونه على علاقتهما. وكان أبرز داعمي (أسباسيا) هو (سقراط) نفسه. على الرغم من أن مواطني أثينا كانوا ممنوعين من الزواج من الأجنبيات – وهو القانون الذي شرعه (بريكليز) قبل مجيء (أسباسيا) إلى حياته – لكنه عشقها طوال حياته، وقال أنه سيُقبّـلها كل يوم حتى مماته عام 429 ق. م.

 Woman reading a book

 

9. الفرقة المُقدَّسة في طيبة:

لقرون طويلة؛ بقيت (إسبارطة) القوة العسكرية المهيمنة في اليونان القديمة. التدريبُ الصارم والانضباطُ القوي للكتيبة الاسبارطية خلق لها الحُساد وتسبب بسقوط دول منافسة. ولم تحتَج أسطورة «إسبارطة التي لا تُقهر» إلا لابتكارٍ بسيطٍ لكسرها.

 

تقع أرض طيبة على طريق الحرب، ولها فرقة مقدسة تحميها؛ لكنها تفتقر إلى صلابة الجيش الإسبارطي. وكانت الفرقة المقدسة في طيبة مجموعة من جنود النخبة؛ كلهم من الرجال. شكَّل الجنرال الطيبي غورغيداس (Gorgidas) مجموعةً تدرك أن فرقةً تُعززها الصداقة وتُبنَى على الحب؛ لن تنكسر. ولن يرغب أي رجل بالشعور بالعار في المعركة أمام محبوبته.

في عام 371 ق.م.؛ واجه الإسبارطيون الطيبيون الفرقةَ المقدسةَ في سهول (ليوكترا). وبدلاً من توزيع قوة الجيش بوضع الرجال في صفوف متساوية العمق؛ جعل قائدُ الجيشِ الطيبيِ إبامندوناس (Epaminondas) الجناحَ الأيسر مُكتظاً أكثر. اخترق الجناحُ الأيسر – الذي يضم الفرقة المقدسة – الميمنةَ الإسبارطية، واستمروا بالتقدم حتى جُرح الملك الإسبارطي. ولم تعد أسطورة «الكتيبة الإسبارطية التي لا تُقهر» موجودة.

 Woman reading a book

 

 

8. فريدريك وآنا موراي دوغلاس:

ناقشنا سابقاً زواج فريدريك دوغلاس (Frederick Douglass) من هيلين بيتس (Helen Pitts)، لكن لا قيمة لكاتبٍ ومصلحٍ اجتماعيٍّ ورجلِ دولة لا يُحرز أهمية بدون زوجته الأولى آنا موراي (Anna Murray). وُلدت (آنا) كامرأة سوداء حُرّة في ماريلاند (Maryland)، والتقت بـ(دوغلاس) عندما كان يعمل كرَبّان سفينة. وكانت (آنا) هي من سهلت له الهروب بابتياعها له تذكرة قطار وزيَّ بحارٍ للتنكر. تزوجوا بعد ذلك وبدأ فريدريك بالبروز في المشهد السياسي كناشط للقضاء على العنصرية.

وبينما انشغل (فريدريك)  باللقاءات الخطابية؛ كانت (آنا) تُربي أولادهما الخمسة. ولم يكن جمع المال سهلاً في البداية؛ لكن (آنا) ثابرت وعملت كمشغلة غسالة وصانعة أحذية، وفي وقت فراغها القليل كانت تعمل على جعل بيتها مُريحاً قدر الإمكان للعبيد الهاربين بحثاً عن الحرية في كندا، وأصبحت واحدة من أوائل الوكلاء لسكة الحديد تحت الأرض. وفي هذه الأثناء؛ أكمل (فريدريك) رحتله إلى الشمال، وسرعان ما أصبح صديقاً للعديد من السياسيين الذي يشاركونه نفس الأفكار.

كانت الحياة الزوجية عاصفة، وكان لـ(فريدريك) شؤونٌ أخرى، لكن بقيت (آنا) بجانبه من أجل أولادهما ومن أجل حلمهم بالمساواة العرقية والحرية. توفيت (آنا) في الرابع من أغسطس عام 1882، وتبعها (فريدريك) بعد 10 سنوات. ووثِّقت قصة حياة (آنا) بسيرة ذاتية كتبتها إبنتها (روزيتا).

 Woman reading a book

 

 

7. الإمبراطور (غازونغ) و(وُو شتيان):

حكم الإمبراطور (تايزونغ) الصين خلال فترة حكم سلالة (تانغ) لعقدين من الزمن. وخلال ذلك الوقت ولقرون تلت؛ كان شخصية وقورة، ليس بين الصينيين فحسب؛ ولكن أيضاً بين اليابانيين والكوريين وحتى بين القبائل التي تقطن البادية المجاورة والتي عادة ماكانت تُعادي المملكة الوسطى.

عند وفاته عام 649 ق.م.؛ نقل السلطة لابنه الإمبراطور (غازونغ). في أحد الأيام مر الإمبراطور الجديد بدير ووقع نظره على امرأة تُدعى (وُو شتيان) – تُسمى أحياناً (وُو تشاو) – والتي كانت المحظية الصغرى للإمبراطور السابق وأجمل سيدة. لكن كان رأسها حليقاً حينها بسبب تقليد قديم يوجب على محظيات الإمبراطور عند موته حلق رؤوسهن وإكمال بقية حياتهن في دير.

ومن دون أن يهاب هذا العُرف؛ طلب منها الإمبراطور (غازونغ) العودة إلى القصر وأن تكون محظيته. لم تختفِ الطبيعة الفضائحية لهذه العلاقة الشبه محرمة وسط المجتمع المحافظ لرجال الدولة في الصين، وقُوبِل وصولها إلى قصر الإمبراطور بالازدراء. تنافست بقية المحظيات على كسب عاطفة الامبراطور؛ لكن (وُو شتيان) فاقت الكل. وأخيراً أصبحت إمبراطورة بشكل مُعلَن عام 655.

عندما تدهورت صحة الامبراطور، أثبتت (وُو شتيان) أنها ستكون إمبراطورة طموحة وذات دهاء، وأصبحت الحاكم الفعلي للصين. وسمح لها (غازونغ) بإدارة شؤون البلاد باسمه للعقود التالية حتى وفاته عام 683. وبعد 7 سنوات صعدت (وُو شتيان) إلى العرش بدون ثورة، لتصبح إمبراطورة الصين الوحيدة.

كانت فترة حكمها أثناء حياة (غازونغ) وبعد موته أكثر الفترات ازدهاراً في تاريخ الصين. وكانت المناصب الحكومية تُؤخَذ عن طريق الجدارة وليس عن طريق الواسطة وترتيب السيادة، وأصبحت النساء أكثر حرية. وقد قدمت الإمبراطورة أيضاً نماذجاً مشابهةً للديمقراطية للحكومة الصينية، وكانت تبحث عن النقد والاقتراحات بانفتاح.

Woman reading a book

 المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

القضاء على الفقر المدقع في شرق اسيا ومنطقة المحيط الهادي 

ترجمة: سهاد حسن عبد الجليل تدقيق: ريام عيسى  تصميم الصورة: أسماء عبد محمد   في …

عملية هدم الحضارة

ادريان ولدرج يرثي انهيار منظومة العادات والاعراف    بقلم : ادريان ولدرج ترجمة: سهاد حسن …