الرئيسية / تقنية / الأرض رقم 2.0: علماء يتوصّلون إلى إكتشاف ’الأرض الثانية‘ التي يمكن أن تؤوي على متنها الحياة، وهي قريبة بما فيه الكفاية لإرسال بعثات إلى الفضاء.

الأرض رقم 2.0: علماء يتوصّلون إلى إكتشاف ’الأرض الثانية‘ التي يمكن أن تؤوي على متنها الحياة، وهي قريبة بما فيه الكفاية لإرسال بعثات إلى الفضاء.

الأرض رقم 2.0: علماء يتوصّلون إلى إكتشاف ’الأرض الثانية‘ التي يمكن أن تؤوي على متنها الحياة، وهي قريبة بما فيه الكفاية لإرسال بعثات إلى الفضاء.

 

هذا الكوكب الذي يبعد ما يزيد عن أربع سنوات ضوئية فقط عن الأرض، وهذا يعني أنّه يمكن بلوغه من قبل المسافرين من الأرض في المستقبل البعيد.

تم العثور على كوكب صخري قد يحتوي على حياة فضائية، وهو قريب بما فيه الكفاية لنتمكّن من السفر إليه.

العالَـم الجديد أكبر قليلًا من الأرض ويبعد حوالي أربع سنوات ضوئية، يدور حول نجم (قنطور الأقرب) أو (بروكسيما سنتوري) (Proxima Centauri). وهذا النجم هو الأقرب إلى نظامنا الشمسي.

على هذا النحو، فإن دراسته وفهمه تعتبران أسهل من أي ’’أرض ثانية‘‘ – أي كوكب شبيه بالأرض – يتم العثور عليها في أي وقت. ويبدو أنّها قد تعتبر بمثابة موطن لحياة فضائية ربّما.

هذا الكوكب، والمعروف بإسم (بروكسيما ب) (Proxima b)، قريب بشكلٍ كافٍ لكي تتمكّن أجيال المستقبل من السفر إليه على متن المركبة الفضائية، مع أخذ المسابر الفضائية الروبوتية معهم. حتّى إنّه قريب بما فيه الكفاية ليصبح وطنًا جديدًا للمسافرين من الأرض.

خلال النصف الأول من عام 2016 لُـوحِظَ بروكسيما سنتوري بشكلٍ منتظم بإستخدام مقياس الطيف هاربس (HARPS spectrograph) على المرصد الاوروبي الجنوبي (ESO) قطره 3.6 متر في لا سيلا في شيلي وتم رصدها في وقتٍ واحد من خلال التلسكوبات الأخرى في جميع أنحاء العالم [1].

 

ويأمل العلماء أن يكون بمقدورهم إستكشاف هذا الكوكب أكثر في محاولةٍ لإيجاد الحياة على متنه. يدور الكوكب في المنطقة الصالحة للسكن حول شمسه، وهذا يعني أنّه سيكون مكانًا مناسبًا لدعم وجود الحياة.

وقال الدكتور جويلم انجلادا – اسكوديه (Dr Guillem Anglada-Escude)، من جامعة الملكة ماري من لندن، الذي قاد فريق دولي مُـؤلَّف من 30 عالم فلكي: ’’إنّ النجاح في البحث عن أقرب كوكب شبيه بالأرض خارج النظام الشمسي تعتبر تجربة من العمر، وقد رُسِـمت من خلال التفاني والشغف لعدد من الباحثين الدوليين‘‘.

وأضاف قائلًا: ’’نأمل أن تلهم هذه النتائج الأجيال القادمة على مواصلة البحث عن ما وراء النجوم، والبحث عن حياة على كوكب بروكسيما ب التالي‘‘.

 

111

يُـظهِر هذا الإنطباع الرفيع كوكب بروكسيما ب يدور حول نجم قزم أحمر هو بروكسيما سنتوري، وهو النجم الأقرب إلى النظام الشمسي. وكذلك يظهر النجم المزدوج ألفا سنتوري AB في الصورة بين الكوكب وبروكسيما نفسه.

– ESO / M. Kornmesser

 

 تم العثور على هذا الكوكب من خلال النظر في البيانات التي تم جمعها من قياسات دوبلر (Doppler) التي قام بها التلسكوب العاكس للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO) بين عامي 2000 و 2014، وغيرها من البيانات التي جُـمعَت في عام 2016، حسبما نشر الباحثون في مجلّة الطبيعة (Nature). تتيح بيانات دوبلر للعلماء دراسة حركات صغيرة عن النجم (ذهابًا وإيّابًا)، والتي من المرجّح أن تكون نتيجة لجاذبية كوكب يدور حوله [2].

 

بروكسيما ب أقرب بكثير إلى نجمه منا، حيث يستغرق 11.2 يوم فقط لإكمال دورة واحدة حوله، وهو يستقر بــ 5% فقط بعيدًا عن نجمه كما هو الحال في مدارات الأرض خاصتنا [3]. ولكن لأنّ هذا النجم هو نجم معتم جدًّا، فإنّه لا يزال داخل النطاق الصالح للسكن، حيث يمكن أن يكون الماء موجودًا على هذا الكوكب – ونتيجة لذلك، قد توجد الحياة.

ولكن هنالك قضايا أخرى مع بروكسيما ب كموطن محتمل للفضائيين المجاورين. وإذا قذف النجمُ كوكبه بالأشعّة فوق البنفسجية والأشعّة السينية، فإنّ أي شيء يعيش هناك سوف يواجه صعوبةً كبيرة، لذلك يجب عليه أن يصبح قويًّا بما فيه الكفاية لتحمّل الإشعاع [4].

 

لا يزال العلماء غير متأكّدين بخصوص مسألة كون الكواكب مثل بروكسيما ب صالحة للسكن، والسبب هو الجدل حول ما إذا كنّا قادرين على تحمّل الجو والماء السائل فيها. وسوف نحتاج إلى المزيد من الأبحاث للتوصّل إلى فهم أكثر عن الغلاف الجوّي للكوكب وعن إمكانية العثور على الحياة هناك – فعلى الرغم من المناقشات الجارية بشكلٍ مكثّف، فمن غير المرجّح أن يتم تسويتها دون دراسة مباشرة للكوكب نفسه.

وقد درس العلماء منذ فترة طويلة بروكسيما سنتوري، نجم الكوكب الجديد. بسبب قربه، كان بمثابة مكان له أهميّة علمية كبيرة، وهي واحدة من أفضل الدراسات للنجوم ذوات الكتل المنخفضة.

 

ويبدو أنّ البيانات أظهرت ما إدّعى به العلماء حول لكوكب الجديد: إنّه كوكب حار، تقريبًا بنفس حجم الأرض، أو أنّه أضخم منها قليلًا ويدور حول نجمه كل 11.2 يوم.

 

222

هذه الصورة للسماء التي تحيط بالنجم الساطع ألفا سنتوري AB، تُـظهِر أيضًا النجم الأحمر القزم الأكثر خفوتًا، بروكسيما سنتوري، وهو النجم الأقرب إلى النظام الشمسي. تم إنتاج هذه الصورة كواحدة من الصور التي تشكّل جزءًا من المسح الرقمي للسماء 2 – شكر وتقدير لكل من: دافيدي دي مارتن/ مهدي زماني.

  (Digitized Sky Survey 2 Acknowledgement: Davide De Martin/Mahdi Zamani)

 

كما كانت هذه البحوث لسنوات قيد التهيئة، وأُجريت من قِـبل أكثر من 30 باحثًا من مختلف المؤسّسات ومن مختلف البلدان.

وقال أحد المشاركين في الإكتشاف الدكتور جون بارنز (Dr John Barnes)، من الجامعة المفتوحة (The Open University): ’’بمجرّد أنّنا قد أثبتنا أن التردّد لم ينجم عن بقعة نجمية، علِـمنا أنّه يجب أن يكون هنالك كوكب يدور داخل المنطقة حيث يمكن أن توجد المياه فيه، وهو أمر مثير حقًّا‘‘.

ويضيف قائلًا: ’’إذا استنتجَـتْ المزيد من البحوث أنّ ظروف غلافه الجوي مناسبة لدعم وجود الحياة، يمكننا القول أنّ هذا الإكتشاف هو واحد من الإكتشافات العلمية الأكثر أهميّةً على الإطلاق‘‘ [5].

وقال الباحثون أنّ هذه الحياة قد تأتي بعد فترةٍ طويلة، نكون حينها قد انقرضنا.

كتب آرتي هاتيز (Artie Hatzes) في مقالٍ لمجلّة نيشر (Nature): ’’أن بروكسيما سنتوري سوف يظلُّ موجودًا على مدى عِـدّة مئات أو آلاف المرّات أطول من الشمس‘‘. وأضاف: ’’إن أي حياة على هذا الكوكب من الممكن أن تتطوّر بعد فترةٍ طويلة من موت شمسِـنا‘‘.

[youtube url=”https://www.youtube.com/watch?v=FceRASaT9DM” width=”500″ height=”300″]

  • هوامش:

 

[1] إلى جانب البيانات من حملة بالي ريد دوت (Pale Red Dot) الأخيرة، تتضمّن المقالة الأصلية على موقع المرصد الأوروبي الجنوبي مساهمات من العلماء الذين قاموا برصد بروكسيما سنتوري لسنواتٍ عديدة. من بين هؤلاء المساهمين أعضاء من برنامج (UVES/ESO M-dwarf) الأصلي، وهم مارتن كروستر وميشيل إيندل (Martin Kürster and Michael Endl). وروّاد البحث عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية أمثال بول بوتلر (R. Paul Butler). وكما وأُدرجَـت أيضًا الملاحظات العامة من فريق هاربس/ جنيف والتي تم الحصول عليها على مدى سنوات عديدة.

[2] إسم بالي ريد دوت إشارة من كارل ساجان الشهير إلى الأرض وكأنها نقطة زرقاء شاحبة. كما ان بروكسيما سنتوري هو نجم قزم أحمر يدور حوله الكوكب في توهّج أحمر شاحب.

[3] إكتشاف اليوم كان ممكنًا من الناحية التقنية على مدى العشر سنوات الماضية. في الواقع، تم الكشف عن الإشارات بسَـعاتٍ أصغر سابقًا. مع ذلك، النجوم هي ليست كرات سلِـسَة من الغاز وبروكسيما سنتوري هو نجم نشط. لم يكن الكشف النشيط عن بروكسيما ب ممكنًا إلا بعد التوصّل إلى فهم مفصّل لكيفية تغيّر النجم على فترات زمنية من دقائق إلى عشر سنوات، حيث يتم مراقبة سطوعه من خلال التلسكوبات الضوئية.

[4] الملائمة الفعلية لهذا النوع من الكواكب لوجود المياه ودعم الحياة الشبيهة بالحياة على الأرض هي مسألة نقاش حادّ ولكنّها في الغالب نظرية. القلق الرئيسي يعتمد على وجود حياة ترتبط بقربه من النجم. على سبيل المثال قوى الجاذبية ربّما تجعل أحد جوانب الكوكب نهارًا دائمًا والجانب الآخر ليلًا دائمًا. الغلاف الجوي للكوكب قد يتبخر ببطء أيضًا أو يكون معقّدًا كيميائيًا أكثر مما هو موجود في الأرض بسبب الأشعّة فوق البنفسجية والأشعّة السينية، وخصوصًا خلال مليارات السنين الأولى من حياة النجم. مع ذلك، فإثبات أي من الحجج قطعًا لن يتم تسويتها دون دليل الرصد المباشر وتوصيف الغلاف الجوي للكوكب. وهذه العوامل تنطبق على كوكب تم إيجاده مؤخّرًا يُـدعى بــ (TRAPPIST-1).

[5] تعتمد بعض الطرق لدراسة الغلاف الجوي للكوكب على أن يمرّ أمام نجمه وضوء النجم يمر عبر الغلاف الجوي في طريقه إلى الأرض. حاليًّا لا يوجد أي دليل على أنّ بروكسيما ب مرّ عبر القرص من نجمه الأم، وفرَص حدوث ذلك تبدو ضئيلة، لكن الملاحظات الأخرى للتحقّق من هذا الإحتمال هي قيد التنفيذ.

المصادر : هنا و هنا و هنا 

عن

شاهد أيضاً

ماذا تخبرنا نظرية الكم عن الواقع ؟

بقلم: انيل اناثازومي بتاريخ: 4/9/2018 ترجمة: احمد طريف المدرس تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: اسماء …

أرقام غريبة حيرت الفيزيائيون

بقلم بول راتنر 30/12/2018 ترجمة: أحمد طريف المدرس تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: اسماء عبد محمد هل يعتمد عالمنا، بما في ذلك …