الرئيسية / علوم / لِمَ لمْ يفوزوا؟ عشرة اكتشافات عظيمة لم تربح جائزة نوبل – الاكتشافات 4، 5، 6

لِمَ لمْ يفوزوا؟ عشرة اكتشافات عظيمة لم تربح جائزة نوبل – الاكتشافات 4، 5، 6

كُتّاب ناشيونال جيوغرافيك للعلوم ومُدوني ومُلتقطي التطورات والاختراعات الرائدة التي ينبغي أن تحصل على جائزة نوبل.

بِقلم: فريق عمل ناشيونال جيوغرافيك
تاريخ نشر المقال : 6- اكتوبر-2014

• الجدول الدوري:

أوَدُّ أن أعود إلى الأساسيات؛ ما الشيء الأكثر أساسيةٍ وجوهريةٍ وأهميةٍ من التعرُّف على العناصر الكيميائية؟

إن «الجدول الدوري» ليس مُجرد مُخطَّطٍ تنظيميٍّ؛ إنهُ يَكشفُ الترتيب الأساسي للبروتونات والنيوترونات والألكترونات التي تَكمُن في قلب كل المواد. وقد تنبّأت أعمدتُها وصفوفُها المُرتَّبة بالعناصر قبل العثور عليها، بل وتنبأت بخواصها أيضاً.

من الصعب تصديق عدم فوز مثل هذا الاختراع بالجائزة العلمية الأسمى؛ لكن هذا ما حدث بالفعل في أول عروض نوبل عام 1901، حيثُ ذهبت جائزة نوبل للكيمياء لياكوبس فانت هوف (Jacobus H. van ‘t Hoff)؛ لعملهِ الرائد في الكيمياء الفيزيائية. وبالمقارنة بعمل هوف الذي يُظهر كيف ترتبط وتنتقل العناصر؛ بدا الجدول الدوري الذي نشرهُ ديمتري مندليف (Dmitri Mendeleev) عام 1869 أكثر رصانةٍ بقليل.

بقى مندليف مُفعّماً بالأمل، وقد رُشّحَ بالفعل للحصول على نوبل عامَيْ 1905 و1906، ولكنه خسر لأن أعضاء اللجنة اعتقدوا أن عمله أصبح قديماً جداً ومعروفاً. يبدو أن الجدول الدوري كان ضحيةً لنجاحِه.

وبدلاً من ذلك؛ ذهبت جائزة نوبل لهِنري مويسن (Henri Moisson)؛ لاكتشافِه عنصر (الفلور)؛ وقد كان بالفعل في المكان الذي تنبأ به الجدولُ الدوري.

توفي (مندليف) في العام اللاحق، وماتت معهُ فرصة حصول الجدول على جائزة نوبل. وبدلاً من ذلك؛ أَصبحَ المُلصقَ الأكثرَ فائدةٍ في العلم، وعُلّق على جدران المُختبراتِ لأجيالٍ، و حُقّ له أن يكون.

 

 

• المِصباح الكهربائي:

بصفتي مُشجعاً للتقنيات التي انتهت أيامُها (مثل: فشار «جيفي بوب» والصُحُف وأجهزة «الآي فون»)؛ فسأكون مُقصِّراً إذا لم أوجِّه الدعوة لتكريم المصباح الكهربائي الذي طال انتظار حصولهُ على جائزة نوبل في الفيزياء.

إنه الاختراع البسيط الذي اخترعه توماس إديسون (Thomas Edison)- لقد سُجّلت براءة اختراعه عملياً باسم جوزيف سوان (Joseph Swan) في المملكة المُتحدة، ولكن إديسون هو من اخترِعه عملياً-، والذي ساهم في تأسيس الاقتصاد الحديث (وكذلك عَجز النوم)، صانعاً الطلب الهائل على الكهرباء التي تُشكّل وجودَنا الآن.

توفي (إديسون) عام 1931 دون حصولهِ على نوبل، ولا حتى من أجل المصباح الكهربائي الذي يُعد رمزاً للإلهام العلمي. لقد كان هذا ظُلماً تاريخياً. لقد رشح (ألفريد نوبل) في وصيتهِ العديدَ من الاختراعات والمخترعين، ولكن يبدو أن انحياز قُضاة الجائزة يتجه للنظريات الغير عملية؛ مثل: التوسع الجامح للكون أو «جسيمات الإله» التي يقتصر فهمها على عدد قليل من الناس، والتي لا توجد إلا لتُثير حفيظة عُلماء الفيزياء بألقابها المُحببة للصفحيين.

بدلاً من ذلك؛ فلتُشِيد (نوبل) بالمصابيح الكهربائية على الطريقة التي أرادها مُخترع الديناميت.

 

 

• الكُوارك:

فازَ موري جيلمان (Murray Gell-Mann) بِجائزة نوبل للفيزياء لعام 1969؛ لمساهماته واكشافاته المُتعلقة بتصنيف الجُسيمات الأولية وتفاعُلاتِها.

ولكن لم تُمنَح الجائزة للفكرة التي تُميّزه على وجه التحديد؛ والتي تُدعى: «الكُوارك». وهو أصغر مُكونات المادة التي تتّحد لِتشكُل (البروتونات) و(النيوترونات) والجُزيئات الأخرى. وقد أدى اكتشافُها (باستخدام القلم والورق، أدوات الفيزيائي النظري الأقوى) إلى فهمٍ أعمق للعالم المادي.

وقد كانت صياغة هذا الاقتباس مُبهمة بما فيه الكفاية؛ لتجعل من جائزة نوبل التي حصل عليها (جيلمان) جائزةً لإنجاز العمر، على الرغم من أنهُ كان في الأربعين فقط.

ولكن في ذلك الوقت؛ كانت الدلائل على الكُواركات- التي اقتُرِحت قبل خمس سنوات- لا تزال غامضة ومُثيره للجدل، حتى أن العرض التقديمي للجائزة قد تجاوزها تماماً. وقد اقترح بعض عُلماء الفيزياء أنه يستحق نوبل ثانية. ويجب أن تُمنح نوبل أيضاً لجورج تسفايغ (George Zweig) الذي جاء بِنفس الفكرة بشكلٍ مُستقل. وجيمس بيورغان (James Bjorken) لتوضيحه التجربة التي قُبلت الآن كحسمٍ للقضية.

الحلقة الأولى: هنا
المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

يتعامل الأشخاص الأذكياء مع الآخرين بأفكار نمطية

ترجمة: حسين الحافظ تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: بهاء محمد هناك الكثير من النقاشات في …

تمتلك القردة القدرة على رؤية الوجوه في الجمادات مثلنا تماماً

ترجمة: نعمان البياتي تدقيق: ريام عيسى تصميم: محمد الاسدي هل رأيت صورة المسيح في خبزة؟ …